يحاول الأصوليون الذين تعددت قوائمهم الانتخابية، لملمة فصائلهم، بعد شعورهم بأن تعدد قوائم تنتمي إلى تيار واحد، قد يربك الوضع الانتخابي ولا يخدم الناخب، خصوصاً أن التيار الإصلاحي أعلن امتناعه عن المشاركة في الانتخابات الاشتراعية المقررة في 2 آذار (مارس) المقبل. ويرى الناشط السياسي الأصولي أمير محبيان في تعدد القوائم، ظاهرة ديموقراطية، لكنها غير محبذة لدي الناخبين. وقال: «إذا لم تستطع صناديق الاقتراع تسوية هذا التناقض، سينعكس ذلك علي تركيبة مجلس الشورى (البرلمان)» بعد الاقتراع. على رغم ذلك، أعرب عن اعتقاده أن تعدد القوائم الانتخابية قد يدفع المواطنين إلي التصويت، خصوصاً في غياب التحدي الأكبر، أي الإصلاحيين. تزامن ذلك مع دعوة حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المحافظة، إلى الامتناع عن تعدد القوائم الانتخابية المنتمية للتيار الأصولي، معتبراً أن «العدو يحاول إحداث شرخ لدى الأصوليين»، ساعياً إلى تهميش قادة هذا التيار في المجتمع الإيراني. في غضون ذلك، أقر محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، والذي يرأس قائمة «جبهة الصمود»، بوجود خلافات أساسية في التيار الأصولي، حول آلية الإدارة وتعريف الأصولية. واعتبر أن «التيار الأصولي يعيش أيامه الأخيرة»، مذكّراً بالنهاية المشابهة التي عاناها التيار الإصلاحي. لكن رضائي رأى أن الفكر الأصولي ما زال موجوداً لدى شرائح واسعة في المجتمع الإيراني. إلى ذلك، حذّر عضو «الجبهة المتحدة للأصوليين» محمود فرشيدي من حدوث شغب في مدن صغيرة خلال الانتخابات، لافتاً إلى أن «العدو يريد تنفيذ هذه الممارسات وتحميل المواطنين مسؤوليتها». وثمة شيء من القلق لدي التيار الأصولي، من «الأضواء الخافتة» التي يسير بها الرئيس محمود أحمدي نجاد في الانتخابات، خصوصاً أن مدير مكتبه، أسفنديار رحيم مشائي، كان يخطط للفوز ب150 مقعداً من 290 في البرلمان. ويرى كثيرون أن ثمة ضبابية لدى الناخب الإيراني، في التمييز بين مرشحي الأصوليين ومرشحي «تيار الانحراف» الذي يُتهم مشائي بتزعمه. في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار، أن الحملة الانتخابية ستبدأ في 23 من الشهر الجاري، وتنتهي في 29 منه. وقال: «الشعب سيشارك في الاقتراع، في شكل أكثر كثافة من قبل، وسيثير حيرة العالم مجدداً. والأعداء يبذلون قصارى جهدهم وينفقون أموال طائلة في وسائل إعلامهم، لزرع اليأس والشك لدى الشعب الايراني، للحد من المشاركة الشعبية الحماسية في الانتخابات. لذلك هذه الأيام حساسة، لأن نقطة اقتدار الشعب الايراني تتمثل في تواجده في الساحة». ولفت الى أن هذه الانتخابات ستكون الثلاثين، منذ إقامة الجمهورية الاسلامية، وحضّ على تنظيمها على «أفضل نحو، بالاستفادة من التجارب السابقة».