موسكو، ريغا - رويترز، أ ف ب - تظاهر عشرات الآلاف في مدن روسية السبت دعماً لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين في استعراض للقوة قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من آذار (مارس) المقبل، والتي يتوقع أن تعيد بوتين إلى الكرملين. وبدأت التظاهرات في مدينة فلاديفوستوك الساحلية على المحيط الهادئ ووصلت إلى ذروتها بتظاهرة مسائية بالسيارات في العاصمة موسكو حيث اصطفت في الشوارع وعليها شعارات مثل «بوتين يحكم». وورد في إعلان تلي خلال مسيرة في مدينة سان بطرسبورغ: «أمنية واحدة توحدنا: نريد أن نطمئن على المستقبل» والمسيرة مثل غيرها جرى تنظيمها بواسطة النقابات العمالية التي لها علاقات قوية بالحكومة. وحض الإعلان الروس على التصويت في الانتخابات و»الدفاع عن الحق في مستقبل مستقر». وفي وسط العاصمة، أفادت إذاعة «صدى موسكو» بأن نحو عشرة أفراد اعتقلوا بعدما نظموا احتجاجاً ضد بوتين في احد الشوارع. وتهدف المسيرات المؤيدة لبوتين الذي قد يظل في المنصب حتى 2024 إذا فاز بفترتين متتاليتين إلى إظهار انه يحظى بدعم الغالبية على رغم احتجاجات ضخمة عارضت حكمه المستمر منذ 12 سنة. ويقول المعارضون إن العمال الحكوميين اجبروا على الخروج في المسيرات المؤيدة لبوتين بالتهديد وأيضاً بالحصول على مكافآت وإن الشرطة بالغت في حجم الحشود في الوقت الذي قللت فيه من حجم احتجاجات المعارضة. وخرج عشرات الآلاف من الناس في احتجاجات خلال الفترة الأخيرة تعبيراً عن غضبهم إزاء مزاعم بتزوير الانتخابات البرلمانية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وفي شأن ما يعتبرونه نقص الشفافية في ما يخص نظام بوتين السياسي المحكم بقوة. وفي الرابع من الشهر الجاري، نظم أنصار بوتين مسيرة ربما كانت اكبر ورددوا ما يقوله بوتين عن المعارضين إنهم مثيرو شغب يمولهم الغرب ويرغبون في تفجير ثورة. وخلال تظاهرات السبت، قال المشاركون انهم يريدون الاستقرار الذي يقول بوتين انه جلبه لروسيا بعد متاعب اقتصادية نجمت عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991. لاتفيا على صعيد آخر، رفض الناخبون اللاتفيون بغالبية كبيرة إمكان جعل الروسية لغة رسمية ثانية في بلدهم، في استفتاء عكس استياء الأقلية الناطقة بالروسية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وأفادت نتائج نشرتها اللجنة الانتخابية بعد فرز ثمانين في المئة من مراكز الاقتراع بأن 75,79 في المئة من الناخبين يرفضون اعتبار الروسية لغة رسمية ثانية مقابل 23,91 في المئة فقط يوافقون على ذلك. وكان مؤيدو الفكرة يأملون بوضع حد للتمييز حيال الناطقين بالروسية. وتشكل الأقلية الناطقة بالروسية التي تتألف خصوصاً من مهاجرين روس من الحقبة السوفياتية، ثلث سكان هذا البلد الواقع في البلطيق ويبلغ عددهم مليوني نسمة. وشارك في الاقتراع 69,23 في المئة من الناخبين وهي نسبة مرتفعة تعكس الأهمية التي يوليها اللاتفيون للاستفتاء. وذكر رافضو الاقتراح خلال الحملة بأن السوفيات ارسلوا آلاف اللاتفيين إلى معسكرات الاعتقال في سيبيريا وإن اللغة الروسية فرضت في الحياة العامة خلال هيمنة موسكو على البلاد لخمسة عقود. واستقلت لاتفيا عن روسيا في 1991 وانضمت في 2004 إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وبعد الاستقلال اضطر المهاجرون الروس في هذا البلد إلى طلب الجنسية اللاتفية عبر الخضوع لفحص في اللغة اللاتفية حتى لا يصبحوا مجردين من الجنسية. القوقاز من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الروسية السبت أن 17 شرطياً وسبعة مسلحين على الأقل قتلوا في اشتباكات استمرت أربعة أيام على الحدود بين الشيشان وداغستان في منطقة شمال القوقاز الروسي. وهذا العدد من القتلى في صفوف الشرطة هو الأكبر منذ شهور، في الإقليم الذي يقع على الحدود الجنوبية لروسيا حيث تواجه تمرداً إسلامياً منذ اكثر من عشر سنوات بعد إطاحة الانفصاليين من السلطة في الشيشان. ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية عن وزير الشؤون الداخلية رشيد نور غالييف متحدثاً إلى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان 24 آخرين من قوات الشرطة والأمن أصيبوا في القتال. وقال إن القوات الحكومية تعرضت لمكمن لكن لم يتضح بعد ما حدث بالفعل. وأشارت تقارير أخرى إلى أن أفراد الشرطة قتلوا خلال الاشتباكات. وقال الرئيس الشيشاني رمضان قادروف الذي تدعمه موسكو يوم الجمعة الماضي، إن سبعة من أفراد جماعة مسلحة من بينهم قائدها قتلوا.