القدس المحتلة، رام الله، عمان, القاهرة - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - شهدت ساحات المسجد الأقصى المبارك أمس اشتباكات محدودة بين عدد من الفلسطينيين والشرطة الاسرائيلية التي أغلقت البوابات المؤدية إليه واعتقلت ثلاثة فلسطينيين. ودعا وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني عبدالسلام العبادي «العالم الإسلامي والمجتمع الدولي» الى «التدخل لوقف الانتهاكات الصارخة والمتكررة» في باحة الاقصى في البلدة القديمة للقدس المحتلة. وكانت الشرطة الإسرائيلية منعت أمس زعيم الجناح المتطرف في حزب «ليكود» موشي فيغلين، وهو من مستوطني الضفة الغربية وحصل على ربع الأصوات خلال الاقتراع الأخير في «ليكود» أمام رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، من دخول باحة الأقصى هو وأنصاره استجابة لدعوة الى اقتحامه، علماً ان الأسابيع الماضية شهدت دعوات متكررة من جهات إسرائيلية الى اقتحام الأقصى الذي أدت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون اليه عام 2000 الى اندلاع انتفاضة مسلحة سقط فيها آلاف الفلسطينيين والإسرائيليين بين قتيل وجريح. وأعلن الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد ان شرطياً أصيب بجراح نتيجة إلقاء الحجارة على مجموعة من السياح والشرطة، وتم اعتقال ثلاثة فلسطينيين في الأحداث التي وصفها بأنها محدودة. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مسؤول ملف القدس فيها أحمد قريع (أبو علاء) لتلفزيون «فلسطين»: «الذي جرى اليوم حدث في منتهى الخطورة وهو مس بالمسجد الأقصى وقدسيته. البداية حتى الآن، كما فهمت من الإخوان الموجودين، كانت اقتحاماً من مستعربين مدعومين ومحميين من الجهات التي أرسلتهم. وتبعت ذلك أعداد أخرى من المستوطنين وإثنان من اعضاء الكنيست الليكوديين». وأضاف: «اذاً، هناك تصميم إسرائيلي على عملية انتهاك حرمة الاقصى، وما يعتبر ممنوعاً وحراماً تجرى عملية إباحته واستباحته. أولاً نحيي شبابنا والمرابطين والثابتين في المسجد الأقصى وفي مدينة القدس، ونطالب الجميع بأن يهبّوا لحماية المسجد الأقصى من مثل هذه الأعمال الفاضحة». وقال المدير العام للأوقاف في مدينة القدس عزام الخطيب في اتصال مع تلفزيون «فلسطين» من داخل ساحات الأقصى: «الوضع هادئ بحذر. السلطة أدخلت مجموعة من السياح الأجانب ومجموعة من المتطرفين مع السياح الأجانب، ما أثار حفيظة المصلّين. نقول إن دعوات المتطرفين اليهود في كل أسبوع الى اقتحام المسجد الأقصى تجعل المصلّين المسلمين يتوافدون على المسجد للدفاع عنه». وأضاف: «أبلغنا الشرطة الإسرائيلية ان الدعوات لاقتحام الاقصى ستواجه بمسلمين كثيرين داخل المسجد... الحمد لله الامور الآن هادئة بحذر، ونحن ننتظر فتح ابواب المسجد المغلقة حالياً، والشرطة انسحبت من ساحات المسجد وهي الآن موجودة في باب المغاربة». وفي الأردن، دان العبادي في بيان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه، بشدة «ما جرى اليوم من اقتحام للمسجد الأقصى المبارك من جانب متطرفين يهود وعضو كنيست وقوات شرطة الاحتلال التي داهمت المسجد الأقصى وداست سجاده بأحذيتها ولاحقت المصلّين المسلمين داخله»، مناشداً «العالميْن العربي والإسلامي التدخل لوقف هذه الانتهاكات الصارخة والمتكررة». وحذّر من «الآثار الخطيرة التي تترتب على دخول منظم لمجموعات كبيرة من الجنود الإسرائيليين وبالزي العسكري الكامل وأحياناً بسلاحهم وفي شكل يومي لباحات المسجد الاقصى». وأوضح: «هذا الأمر يعتبر بمثابة حرب معلنة على أهم مقدسات المسلمين في القدس الشريف، خصوصاً أن هذه الظاهرة الجديدة تترافق مع تهديدات المتطرفين الأخيرة باقتحام الأقصى وهدمه ونشر صور مروعة للمسجد وقد أزيلت منه قبة الصخرة». وطالب «العالم الإسلامي والمجتمع الدولي وجماعات السلام في كل مكان بعدم السماح لهذه التصرفات التي ستجر المنطقة الى دوامة عنف سيكون المجتمع الإسرائيلي هو الخاسر الأكبر من ورائها». كما دعا العبادي اسرائيل الى «ازالة كاميرات المراقبة من داخل الحرم القدسي الشريف خصوصاً الكاميرا المثبتة داخل باب المغاربة والموجهة لرصد حركة كل مصلٍ يدخل المسجد الأقصى المبارك أو يؤدي الصلاة داخل ساحة الحرم القدسي الشريف». ورأى ان «هذه الكاميرات التي تكشف ساحات الاقصى الداخلية، تشكل اعتداء صارخاً على الدور الأردني في القدس وعلى المسجد ومصلّيه بهدف التأثير فيهم أثناء تأديتهم عباداتهم وقيامهم بواجباتهم الدينية في هذا المكان المقدس ولإرهابهم وتخويفهم بقصد تفريغ المسجد المبارك من مصلّيه». كما طالب العبادي «بإزالة كاميرات اخرى تم تركيبها في مناطق مختلفة من المدينة في منطقة رأس العامود ومنطقة جبل الطور وفي مناطق اخرى وكل هذه الكاميرات موجهة تجاه المسجد الاقصى المبارك»، مشيراً الى ان «لا حق لسلطات الاحتلال باختراق باحات الحرم بهدف ترويع موظفي الأوقاف الإسلامية والمصلّين واقتيادهم الى المحاكم بحجج فارغة على رغم حقهم المصون بحرية العبادة». يذكر ان اسرائيل التي وقّعت معاهدة سلام مع الاردن عام 1994، تعترف بإشراف المملكة على المقدسات الاسلامية في المدينة المقدسة. الجامعة العربية تحذر الى ذلك، التقى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أمس مفتي القدس الشيخ محمد حسين لبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية والتحركات المطلوبة في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية وعدوانها المستمر على المقدسات الدينية. ودان مجلس الجامعة على مستوى المندوبين أمس تصاعد الإجراءات التهويدية في مدينة القدسالمحتلة، خصوصاً التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها الأقصى، وحذر في بيان من خطورة هذه التطورات العدوانية على استقرار المنطقة والعالم بأسره كون القدس والمسجد الأقصى وباقي المقدسات المسيحية والإسلامية هي خط أحمر لايمكن تجاوزه بأي حال، مؤكداً انه لن يكون هناك سلام من دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف. وشدد على أن الاجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس باطلة ولاغية بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. كما دان الأزهر اقتحام المسجد الأقصى، وقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عقب لقاء مفتي القدس، إن «الصهاينة أضافوا إلى سجل تصرفاتهم البربرية التي لا ترعى حرمةً لأماكن العبادة ولا لقواعد القوانين الدولية والإنسانية، فعلة شنيعة شائنة باقتحامهم المسجد الأقصى وإغلاق أبوابه بالسلاسل الحديد على من فيه من المصلين الخاشعين». وأوضح أن «هذا الحادث الإجرامي يؤكد العار والهمجية التي تتصف بها دولة العدوان ومن يساندونها ويشجعونها بالمال والسلاح والدفاع عنها بالباطل في المحافل الدولية».