منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين من أداء صلاة الظهر في المسجد الأقصى، كما حظرت أمس رفع أذان الظهر داخل المسجد بعد أن قطعت التيار الكهربائي، فيما عاود الجنود اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك للمرة الثانية منذ صباح أمس، بحسب مرجعيات فلسطينية. ونقلت مصادر عن المرابطين داخل باحات الأقصى قولهم: «إن جنود الاحتلال اقتحموا الباحات من جميع البوابات المؤدية إلى المسجد»، مشيرين إلى أن قوات كثيفة من أفراد الشرطة الإسرائيلية ترابط في باحات الأقصى وتعمل على طرد المصلين والمرابطين من هذه الباحات. وأكدوا سماعهم لأصوات انفجارات جراء إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الصوت والغاز داخل المسجد. وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت من باحات الأقصى بعد اقتحامه لساعات طويلة صباح أمس، بعد أن جرى صدهم من المواطنين داخل المسجد وباحاته. وناشد وزير الأوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش، الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بسرعة التحرك للحيلولة دون تمادي قوات الاحتلال في السيطرة على المسجد الأقصى، وحمايته من تدنيس المتطرفين ودعم صمود المقدسيين لمواجهة المخططات الإسرائيلية. وأشار في حديث ل «عكاظ» إلى أن التصعيد الجاري في القدس ستكون له تداعيات كارثية على منطقة الشرق الأوسط. مناشدا لجنة القدس التي يترأسها العاهل المغربي بعقد جلسة طارئة لبحث كيفية إغاثة وحماية المسجد الأقصى من تدنيس المتطرفين اليهود، ومواجهة المخططات الإسرائيلية. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت أمس، باحات المسجد الأقصى، لحماية جماعات من اليهود المتطرفين الذين دخلوا المسجد، لإقامة طقوس دينية بمناسبة الأعياد اليهودية، حيث تصدى لها مئات المسلمين المعتصمين داخله، بعد تهديدات المتطرفين اليهود باقتحامه. وأفادت مصادر فلسطينية، أن القوات الإسرائيلية ألقت قنابل الغاز والقنابل الصوتية تجاه المصلين المتواجدين داخل المسجد، مؤكدة إصابة عشرة فلسطينيين بجروح واعتقال اثني عشر آخرين. وكانت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال معززة بقوات من جيش وحرس الحدود قد انتشرت، منذ الساعات الأولى من صباح أمس في محيط الحرم القدسي أنحاء البلدة القديمة في القدسالشرقية. من جهته، طالب تيسير رجب التميمي، قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية الرئاسة الفلسطينية: كفُّوا عن إطلاق العنان للجنود عمرو موسى: إنه منحنى خطير تسلكه إسرائيل أوغلي: الاعتداء يقتضي وقفة جادة للدفاع عن الحرمات الأزهر: الاقتحام جريمة لاتغتفر في حق الأقصى لنصرة القدس والمقدسات، بتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لانتهاكها القوانين الدولية وتهديدها للأمن والسلام في العالم. وقال إن عمليات تدريب واسعة قام بها أفراد من جيش وشرطة الاحتلال لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وحماية أعضاء تلك الجماعات. من جهتها حذرت الرئاسة الفلسطينية أمس من تداعيات اقتحام إسرائيل لساحات المسجد الأقصى ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الإجراءات. وقالت الرئاسة في بيان لها، «نحذر من التداعيات الخطيرة التي تحدث في المسجد الأقصى المبارك»، مطالبة الحكومة الإسرائيلية «بالكف عن إطلاق العنان للجنود والمتطرفين اليهود لانتهاك حرمة المقدسات، خاصة المسجد الأقصى المبارك ووقف جميع الإجراءات الاستفزازية بحق المواطنين في القدس». وذكر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن القدس خط أحمر لا يجوز تجاوزه، داعيا المجتمع الدولي، وخصوصا اللجنة الرباعية الدولية، إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية للكف عن هذه الإجراءات التي لا تخدم سوى توتير الأوضاع في المنطقة. على صعيد مواز، لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى التداعيات الخطيرة لعملية الاقتحام التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساحات المسجد الأقصى أمس، مناشدا مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وتحميل إسرائيل مسؤولية تصعيد الموقف وما يمكن أن ينتج عنه من توتر وأعمال عنف تضيف إلى توتر الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والمنطقة برمتها. وطالب موسى في بيان له أمس، بوقف الاعتداء الإسرائيلي وفك الحصار المفروض على المسجد الأقصى فورا وإطلاق سراح حراس المسجد والمصلين الذين جرى اعتقالهم، منددا بالعملية الإسرائيلية ووصفها بأنها انتهاك خطير آخر لحرمة المسجد الأقصى. وقال، إن الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمستمرة لحرمة المسجد الأقصى والمترافقة مع تصاعد عمليات الاستيطان وهدم منازل المقدسيين والاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية في القدسالشرقيةالمحتلة إنما تؤشر إلى منحنى خطير تسلكه الحكومة الإسرائيلية الحالية وما توفره من حماية للمستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة والتي لا تخفى نيتها اقتحام الحرم القدسي الشريف. من جهة اخرى أدانت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي اقتحام القوات الخاصة الإسرائيلية للمسجد الأقصى أمس، والاعتداء على سدنته والمصلين الموجودين فيه. وأكد الأمين العام للمنظة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان صحافي أمس، إن الاعتداء على المسجد الأقصى هو تعد سافر على مقدسات المسلمين. ووصف الاقتحام المتكرر للحرم القدسي الشريف بالأمر البالغ الخطورة الذي من شأنه أن يقود إلى نتائج لا تحمد عقباها، لافتا إلى أن تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على مقدسات المسلمين في المدينة المقدسة يستوجب وقفة جادة للأمة من أجل الدفاع عن حرماتها. من ناحيته، استنكر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومحاصرته ومنع دخول المصلين إليه أو الخروج منه واعتقال بعض الفلسطينيين. ووصف الدكتور طنطاوي في تصريح له أمس هذا العمل، بأنه جريمة لا تغتفر وتخالف كل المواثيق والأعراف الدولية وتقوض أي جهود لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة، مناشدا العالم أجمع والدول الإسلامية والعربية خاصة، الوقوف بقوة بجانب الفلسطينيين الذين يدافعون عن المسجد الأقصى ثالث الحرمين وأولى القبلتين. وطالب الفلسطينيين الذين يسكنون حول المسجد الأقصى أو بالقدس أن يقابلوا هذا العدوان بالدفاع المستميت عن المسجد الأقصى وأن يقفوا صفا واحدا بعيدا عن أي خلافات للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على المسجد وعلى الحقوق الفلسطينية. وفي ذات السياق، عمد الأردن إلى التحذير من مغبة استمرار عمليات اقتحام المسجد الأقصى من قبل القوات الإسرائيلية والعناصر اليهودية المتطرفة، مشددا على أن هذه الأعمال الاستفزازية كالتي وقعت أمس في محيط الحرم القدسي الشريف تشكل انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية وتهيئ الظروف الملائمة لزيادة حدة التوتر وأعمال العنف في المنطقة. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف في بيان صحافي أمس، إن الأردن ومن موقع مسؤولياته التاريخية يحذر بقلق بالغ من مغبة الإمعان في هذا النهج الاستفزازي ويطالب القوات الإسرائيلية بالتوقف فورا عن هذه الأعمال الخطيرة التي تنذر بتقويض كل فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، كما أنها تهدد أمن وسلامة السكان المدنيين والأماكن المقدسة في القدسالمحتلة.