طهران، نيقوسيا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبرت ايران امس، انها تواجه «حرباً شاملة»، محذرة من أن إطاحة نظامها ستؤدي الى تأسيس «جبهة واسعة معارِضة لروسيا»، فيما أطلق مسؤولون اسرائيليون تصريحات متناقضة في شأن فاعلية العقوبات الدولية المفروضة على طهران، كما اتهمت الدولة العبرية إيران ب «المبالغة» في «إنجازاتها» النووية، لردع أي هجوم ضدها. في غضون ذلك، استبعد مدير وكالة استخبارات الدفاع الأميركية الجنرال رونالد بيرغس، اتخاذ اسرائيل قراراً بشنّ هجوم على إيران. وقال خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: «في إمكان إيران إغلاق مضيق هرمز موقتاً على الأقل، وقد تطلق صواريخ على القوات الأميركية وعلى حلفائنا في المنطقة، اذا تعرّضت لهجوم. وقد تحاول أيضاً استخدام إرهابيين في أنحاء العالم، لكن الوكالة ترجّح ألا تبدأ إيران نزاعاً، أو تتعمد إثارته». واضاف ان «ايران قادرة، تقنياً وعلمياً وصناعياً، على إنتاج أسلحة نووية. وفيما تصاعدت الضغوط الدولية عليها، بما في ذلك العقوبات، نقدّر بأن طهران ليست قريبة من الموافقة على التخلي عن برنامجها النووي». أما مدير الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر فكرر أن ايران قادرة «تقنياً» على صنع قنبلة نووية، خلال سنة أو سنتين، لكنه رجّح ألا تفعل ذلك. وقال وزير الاستخبارات الايراني حيدر مصلحي: «ثمة حرب شاملة ضد نظامنا، وهذا ليس شعاراً أو تحليلاً، بل مبني على معلومات دقيقة. نحن في وضع حرب ناعمة من العيار الثقيل، والعدو وضع خططاً واسعة تشمل تقريباً كل القطاعات ضد ايران، وهذا أدى الى إثارة تهديدات وبالتالي بروز نقاط ضعف، وطبعاً برزت بعض الفرص». ورأى أن «الأميركيين والأوروبيين قلقون من تحوّل ايران نموذجاً تحتذي به دول المنطقة»، ويسعون الى «استغلال فرصة» الانتخابات الاشتراعية المقررة الشهر المقبل، ل «تحقيق مآربهم». أما السفير الإيراني لدى روسيا محمود رضا سجادي، فأكد أن ردّ بلاده «سيكون شاملاً، إذا ارتكبت الولاياتالمتحدة حماقة ووجهت ضربة» إليها. وشدد على رفض بلاده «أي شروط مسبقة»، لاستئناف مفاوضاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي. وحذر سجادي من أضرار ضخمة ستلحق بالمصالح الروسية، اذا أُطيح النظام الإيراني، قائلاً: «اذا أُخضعت إيران، لا شك لدينا بتشكيل جبهة واسعة معارِضة لروسيا، وليس سراً أننا نحمي روسيا من الجنوب». الى ذلك، رأى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه مؤشر «انفتاح» في رسالة وجّهتها إيران الى الاتحاد الأوروبي، تبدي فيها استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، ومناقشة «مبادرات جديدة» لم تحددها. واعتبر أن «جدية ايران ستتضح»، حين يزورها وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل. ورأى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن العقوبات المفروضة على ايران «لم تؤثر في شيء»، ووصفها بأنها «أكبر قوة غير مسؤولة في العالم، وتنتهك كلّ القواعد وليس لديها على الإطلاق أي احترام للمعايير الدولية». وقال خلال زيارة لقبرص: «على الولاياتالمتحدة وأي بلد مسؤول، الشعور بقلق من مواصلة إيران برنامج تسلح نووي». لكن موشيه يعلون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، شدد على «ارتفاع معدل التضخم والبطالة» في إيران، مشيراً الى «قلق يهدد نظامها». وعلق على إعلان طهران «إنجازات» نووية، قائلاً: «نشهد ردود فعل هستيرية، في شكل ما». أما وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك فوصف ما أعلنه الإيرانيون بأنه «استعراض، وجزء منه لردع العالم عن ملاحقتهم». وقال: «تباهى الايرانيون بنجاح لم يحققوه، ويريدون إعطاء انطباع بأنهم متقدمون أكثر من الواقع، لإيجاد شعور بين جميع اللاعبين بأنهم تجاوزوا نقطة اللاعودة (في برنامجهم النووي)، وهذا غير صحيح».