استبشرت نهى محمد من قرارات وزارة العمل الجديدة والتي تنص على إمكان توظيف المرأة من منزلها، خصوصاً وأنها تجد صعوبة في ترك أبنائها الصغار لوحدهم مع الخادمة لفترات تصل إلى ثماني ساعات وهي مدة الدوام الرسمي. وقالت:«إن القرار الجديد سيتيح لي فرصة العمل من المنزل لاسيما متخرجة من قسم الاقتصاد المنزلي ولدي دورات تدريبية في مجال الحاسب الآلي وأستطيع ممارسة عدد من الوظائف وأنا في المنزل». ولفت إلى أن القرار سينهي معاناتها ومعاناة كثيرات ممن لا يرغبن في ترك أبنائهن الصغار مع الخادمات والدوام لفترات طويلة تصل إلى ثماني ساعات يومياً. وتتفق معها شهد الخالد التي ترى أن القرار سليم وسيختفي معه الكثير من الصعوبات والعقبات التي تحول بين المرأة والعمل، لاسيما تلك العقبات التي تجدها في حال بدئها في مشروع بسيط كتصميم ملابس أو إعداد وجبات غذائية وغيرهما من الأعمال التي يمكن أن تمارسها المرأة من المنزل بناء على تخصصها ودراستها الأكاديمية، وزادت:«إني أشجع هذا التوجه خصوصاً وأن عمل المرأة من منزلها سيوفر لها الكثير من المميزات، منها قدرتها على رعاية أطفالها والعناية بشؤون أسرتها، إضافة إلى قدرتها على العطاء في بناء المجتمع وتوفير دخل إضافي لأسرتها». أما سميرة فترى أن العمل عن بعد يمنح المرأة القدرة على العمل في مجالات عدة وتجنبها مشكلات المواصلات التي يعد توفيرها أمراً صعباً لدى الكثيرات. وأضافت:«إن وجود مسارات جديدة لتوظيف المرأة سيسهم في خفض نسب البطالة في المجتمع النسائي والذي ترتفع معدلاتها يوماً بعد الآخر»، منوهة بأن المرأة في حاجة لتوسع نطاق مشاركتها في مجال الأعمال بما يخدم مجتمعها ويعطيها فرصة للمشاركة في بنائه. من جانبه، أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة فيلاني ل «الحياة» أن مشكلة البطالة شائعة وسط النساء، ومعدلاتها في ارتفاع مستمر، على رغم أن وزارة العمل تسعى جاهدة لإيجاد فرص عمل للعاطلات عن العمل، وتتطلع جاهدة للبحث عن مجالات عمل تناسب المرأة السعودية. وأضاف:«إن التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال واستخدام الإنترنت والحاسب الآلي عامل مهم في إمكان التوظيف عن بعد، إذ يستطيع الكثير من الناس الذين يجيدون استخدام الوسائل الحديثة تقديم الكثير من الأعمال وهم في منازلهم»، منوهاً بأن هناك كثيراً من الفرص والأعمال يمكن أن تستفيد منها النساء القادرات على العمل ولديهن مهارات استخدام الحاسب الآلي في الكثير من المجالات. وقال: «هنالك تجارب ناجحة للعمل عن بعد طبقتها شركات كبيرة متخصصة في مجال البرمجيات، إذ يمكن لشخص العمل من دولة أخرى غير الدولة التي يوجد بها مقر الشركة، وعلى سبيل المثال يعمل عدد من المتخصصين في برمجيات الحاسب الآلي من دولة الهند الموجودين في وادي السلوكون بمدينة بنقلور يتعاملون مع شركات برمجة وأخرى متخصصة في مجال الحاسب الآلى موجودة في الولاياتالمتحدة الأميركية عبر الإنترنت وفي الوقت نفسه يحصلون على مبالغ ضخمة من دون تنقلهم من الهند إلى الولاياتالمتحدة الأميركية». ولفت إلى إمكان تطبيق هذه التجربة في السعودية إذ إن هنالك شريحة كبيرة من الأشخاص يرغبون في العمل ولديهم مهارات استخدام الوسائل الحديثة كافة، ويمكن توظيفهم عن بعد في وظائف عدة لدى شركات القطاع الخاص. وقال: «إن المسارات الجديدة التي حددتها وزارة العمل منها العمل عن بعد، والعمل الجزئي، والعمل من المنزل، ستفتح مجالات كثيرة وتخفف من مشكلة البطالة، وبلا شك الذين لديهم المهارات المتوافرة في استخدام الحاسب الآلي والإنترنت سيجدون عملاً والذين لا يملكون هذه المهارات بإمكانهم الحصول على تدريب في معاهد متخصصة ويصبحون من أصحاب المهارات».