حضّت شركة «ديلويت» مجالس الإدارة في الشركات على «تطوير استراتيجيات مرنة توازي بين الأخطار والفرص، بعد مرور ثلاث سنوات من انعدام استقرار الوضع الاقتصادي والأسواق وفي غياب أي إشارة تحسّن». ولفت رئيس مجلس إدارة «ديلويت» في الشرق الأوسط عمر الفاهوم، إلى أن «رد الفعل الأول للشركات إزاء أزمة المال تمثل في تطبيق الاستراتيجيات ذاتها التي اعتمدتها خلال فترات الانكماش السابقة، والقاضية بخفض عدد الموظفين، وتقليص حجم العمليات، وتأجيل الاستثمارات إلى حين عودة الأوضاع الاقتصادية إلى مجراها الطبيعي». ولم يجد أن «من الصائب انتظار تبدّل الأوضاع، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على انعدام استقرار الوضع الاقتصادي والأسواق، وعلى مجالس الإدارة التأقلم مع الوضع الجديد وتطوير الاستراتيجيات الضرورية لتحافظ الشركات على التنافسية على الأمد الطويل». تطوير المواهب ولفتت «ديلويت» في تقريرها بعنوان «إنذار إلى المديرين: 12 مسألة ملحة في 2012»، إلى أن أحد التحديات الأساسية أمام الشركات التي تحظى باحتياطات نقدية مرتفعة «يكمن في تحديد كيفية استخدام السيولة المتوافرة بالطريقة الفضلى». وأكد الفاهوم، أن «على مجالس الإدارة تقويم الأخطار المتعلقة بحماية السيولة، ولأن استبعاد عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 2008، ربما يعرّض المؤسسات للخطر في حال انتظرت طويلاً قبل إعادة الاستثمار في البنية التحتية والموظفين والبحوث والابتكار وعمليات الاستحواذ». واعتبر أن على الشركات «التمسك اليوم أكثر من أي وقت مضى، بالمواهب اللافتة بين موظفيها، على رغم صعوبة تطوير الموظفين من ذوي المهارات والمواهب وإبقائهم، في وقت لا تسجل الشركة ذاتها نمواً يكفل توليد الفرص الكافية للترقية لتساهم في تطوير الأفراد مهاراتهم الإدارية والقيادية». ولاحظ الفاهوم، أن مجالس الإدارة التي «ركّزت في وقت من الأوقات وفي شكل كثيف على الجانب الإيجابي من الفرص، تعتمد اليوم مقاربة تركز في شكل كبير على الأخطار، ما لا يخولها سوى النظر إلى الجانب السلبي منها، ما يؤدي إلى حال من الشلل خوفاً من الإقدام على أي خطوة من شأنها خلق فرص اليوم». لذا، على المؤسسات تطوير ثقافة تتعامل مع الأخطار وتشجع على اتخاذ القرارات الذكية عندما يتعلق الأمر بهذه الأخيرة، تحدد بموجبها المؤسسات حجم الأخطار التي تستطيع تحملها وكيفية إدارتها في شكل يحفظ المؤسسة ويعزز قيمتها. يُذكر أن هذا التقرير يعكس أفكار خبراء في الحوكمة من الشركات التابعة ل «ديلويت» من حول العالم، طرحوا اقتراحات محلية ودولية حول أولويات مجلس الإدارة وغيرها في إطار بيئة الأعمال المضطربة اليوم.