أكّد رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة «ديلويت» في الشرق الأوسط عمر الفاهوم، أن مؤسسات استثمار كثيرة وصناديق سيادية خليجية استردت جزءاً كبيراً إن لم يكن الأكبر من خسائرها الناتجة عن أزمة المال العالمية. الفاهوم تحدّث إلى «الحياة»، في مقر الشركة في البحرين، على هامش مؤتمرٍ كانت «ديلويت» نظمته وناقش مواضيع في الصيرفة الإسلامية. واعتبر أن السياسات الاستثمارية قادرة في أحيان كثيرة على مواجهة الأزمات المالية. ويعتقد الفاهوم أن المؤشرات الاقتصادية لأسواق الشرق الأوسط لا تزال إيجابية على رغم ما طرأ عليها من شوائب قياساً إلى معظم الأسواق العالمية الأخرى. وأضاف، «أن المرء يقتنع - مع الأخذ في الاعتبار دور النفط وأثره الكبير على اقتصادات دول الشرق الأوسط، وفي ضوء الأسعار الحالية الأعلى في شكل ملحوظ من أسعار العام المنصرم - بأن أسواق الشرق الأوسط في صحة جيدة بشكل عام». وعن تقارير تحدثت عن أوضاع متشائمة في الخليج انعكاساً للأزمة، يربط الفاهوم أسواق الشرق الأوسط بالاقتصادات العالمية. ويلفت إلى «أن قطاعات اقتصادية عديدة تواجه تحدياتٍ كثيرة ومنها المصارف، لكن قطاعات أخرى، ولا سيما النفط تبلي حسناً». وحول اهتمام دور «ديلويت» في الصيرفة الإسلامية، ومدى استمرار تلك الصيرفة وبقائها في عالم المال والاستثمار، يرى الفاهوم «أن سوق التمويل الإسلامي سينمو بمعدل بين 15 و20 في المئة سنوياً». ويقدّر صندوق النقد الدولي أصول التمويل الإسلامي في العالم ب 260 بليون دولار، ويُتوقع ارتفاعها إلى تريليون دولار عام 2016. وتبلغ حصة الشرق الأوسط 60 في المئة منها، ويضم 80 في المئة من أكبر 50 مصرفاً إسلامياً في العالم. لذا «تهتم «ديلويت» بإنشاء مركزٍ في البحرين كجزءٍ من شبكتها للتمويل الإسلامي العالمية، لتزويد العملاء بحلول موافقة لصفقات الصيرفة الإسلامية وتمويلها، ما يساعد عملاء «ديلويت» على الاستفادة من هذا القطاع السريع النمو نظراً إلى خبراتها فيها. وفي اختصار «فإن الصيرفة الإسلامية ليست موضة موقتة، بل هي مرشحة للبقاء كخيار بديل لقطاع المصارف المعتادة». وحول مرور سنة على تركيز نشاط «ديلويت» في البحرين، يجيب الفاهوم بأن «ديلويت» متواجدة في الخليج منذ أكثر من 80 سنةً. وتزداد أهمية المنطقة بوتيرة سريعة قياساً إلى شبكة الشركة، التي طوّرت خططاً لاستقدام مستثمرين وتمويل مشاريع لهم في المنطقة. وفي وقت نمت «ديلويت» سريعاً في الشرق الأوسط، فإن أسلوبها في خدمة عملائها يدفعها إلى ضخّ مهارات أكبر في مجالاتها. ويشمل توسع خدماتها المهنية إنشاء مراكز اختصاص في المنطقة لمجالات مثل الخدمات الاستشارية المالية (تقديم المشورة في عمليات الدمج والشراء، والمشورة في الاكتتاب العام والخدمات القانونية والنزاع)، وتخطيط أنظمة المؤسسات (تقويم الحلول المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات وتنفيذها)، وخدمات أخطار الشركات. وتقدم أيضاً الخدمات الضريبية العالمية، والبرامج الخاصة بخدمة الشركات الوطنية للنفط، وخدمات المرافق وقطاعات رئيسة في الشرق الأوسط مثل الطاقة وصناعة النفط والسياحة والفنادق وقطاع الاتصالات والمصارف والتأمين وصناديق الثروة السيادية. يذكر أن ديلويت الشرق الأوسط أطلقت مركز معلومات للمالية الإسلامية في المنامة الشهر الماضي.