بعد انتهاء قمة الذهاب الأوروبي بين ريال مدريد ومانشيستر سيتي، كان لنا وقفة بشأن وجهة النظر المتعلقة بمباريات دوري روشن، التي فصلتنا بين ذهاب وإياب القمة الأوروبية، ولكن الإجابة كانت واضحة للجميع: لم تمر على عينيّ المشاهد مباراة تجاوزت القمة الأوروبية؛ لذلك سنعود بحديثنا إلى مباراة الإياب مباشرة، والسبب واضح.. فالرحلة الكروية بين القمتين كانت مباشرة دون توقف. أما القمة الأوروبية نفسها فتميزت بالوهج الإعلامي المصاحب، وفي حقيقة الأمر أن الصخب الإعلامي للمباراة كان أكبر من المباراة نفسها. فلمن يفهم كرة القدم ومن لا يفهم، سيعرف تماماً من خلال المشهد، أن ريال مدريد سيطر على المباراة كاملة، دون وجود لمنافس اسمه مانشستر سيتي. ريال مدريد فعلياً، سيطر طولاً وعرضاً على الملعب، فمن حراسة المرمى إلى خط الدفاع، مروراً بخط الوسط وحتى خط الهجوم الناري. الجميع بلا استثناء قدم أعلى مستوياته، وهذه هي عادة ريال مدريد(الظهور في الأيام الكبيرة). أما مانشستر سيتي، فقد كان فريقاً هشاً متهالكاً، لا يملك من إمكانات كرة القدم إلا قمصان اللعب، ودون الحديث عن جراديولا، أو الإشاره إليه، فاللاعبون كانوا في حالة ضعف لا يستطيع حبر القلم وصفها.اتضح ذلك في التحركات، والالتحامات وسباقات السرعة، والتركيز، وهذه جميعاً من أساسيات كرة القدم، لهذا نجد أن اللاعبين أنفسهم لم يأتوا إلى المباراة إلا من باب( إكمال الواجب) حسب جدول الملحق الأوروبي، وأظن لو لم يكن هناك عقوبات على الانسحاب لانسحبوا؛ لعدم القدرة على المجاراة. أنشيلوتي استعرض كامل عضلاته في هذه المباراة، وأثبت للجميع أنه من أفضل مدربيّ العالم في التعامل مع قدرات اللاعبين الفنية والنفسية، وهذا بالطبع ما كان ينقص جراديولا.