ما إن تثبت الرؤية ويبث نبأ دخول الشهر الكريم، يتغير كل شيء. الوقت والعادات والتقاليد والسلوكيات حتى العبادات تتغير. الروحانية تبدأ تعطر المكان. والعلاقات الاجتماعية وما تحوي من زيارات وهدايا وأنواع المأكولات تعيد طقوس الزمان الماضي. الكل يتغير، حتى الأعمال وأوقاتها، والأكل ومواعيده وأنواعه. حركة دؤوبة تملأ المدينة، ليلها نهار، ونهارها هدوء، تملؤه السكينة. المساجد تكتظ بالمصلين. والأسواق أكثر حركة ونشاط. سويعات فقط بعد دخول شهر رمضان يتغير كل شيء، ما أن يؤذن المؤذن لصلاة العشاء بعد إعلان دخول هذا الشهر الكريم يتهافت المصلون إلى المساجد، مهللين مكبرين مهنئين بعضهم البعض بأن الله بلغهم الشهر الكريم. تبدأ مراحل التغيير في العبادات، إذ يقبلون على الشهر بصلاة التراويح. ومن ثم تبدأ الزيارات وتبادل الهدايا والمأكولات، وينتشر أهل الخير بين الأحياء الفقيرة والقديمة يقدمون الصدقات من أموال ومأكولات. بينما الأطفال يجوبون الشوارع والأحياء يرددون الأهازيج والأناشيد الخاصة بقدوم الشهر الكريم، يطرقون أبواب المنازل، يهنئون أهلها برمضان، ويطلبون ما تجود به أيدي أهل الدار، عادة قديمة تعود مع عودة الشهر. الزائر إلى مدينة المصطفى، ربما تغلب عليه الدهشة والحيرة من أهلها. فعند الإشارات ومداخل المدينة ترى شباباً يحملون طعام الإفطار، يوزعونه على المارة. والمساجد والشوارع مليئة بسفر الإفطار. أما المسجد النبوي الشريف، فالمئات من السُفر تملأ ساحاته وأروقته على مدار الشهر. عادات ورثوها أهالي المدينة من آبائهم ولا زالوا يسيرون على نهجهم. لا يقف التغيير في رمضان على السكان فقط. بل حتى الإدارات الحكومية والمؤسسات الأهلية. إذ تتغير مواعيد العمل وعدد ساعات العمل. بينما تستعد بعض منها لاستقبال رمضان بمضاعفة العمل وإعداد الخطط والبرامج. بداية من الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف. والتي كثفت جهودها لاستقبال المصلين والزوار. وتعمل على تنظيم المداخل والمخارج للمسجد النبوي، كما تقوم بتنظيم السفر في داخل المسجد النبوي الشريف وساحات الخارجية، وتهيئة كل الخدمات والمتطلبات. بينما استعدت شرطة منطقة المدينةالمنورة والجهات التابعة للأمن العام بالمنطقة بتكثيف الحضور الأمني والمروري من خلال خطة معدة مسبقاً من مدير شرطة المنطقة.