طهران، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - حذر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حركة «حماس» من أي «تسوية» مع إسرائيل، وذلك خلال لقائه رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية الذي طمأنه قائلاً إن هدف «حماس» لا يزال العمل من «أجل حرية الفلسطينيين من البحر إلى النهر ورفض مفاوضات السلام». وأفاد موقع خامنئي على الإنترنت بأنه قال لهنية: «يجب دائماً الحذر من تسلل أنصار التسوية إلى منظمة المقاومة لإضعافها تدريجاً». وأضاف: «لا يساورنا أي شك في مقاومتكم ومقاومة أشقائكم، والشعوب لا تنتظر منكم غير ذلك»، مؤكداً أن إيران «ستقف دائماًُ إلى جانب المقاومة الفلسطينية». ويأتي هذا التحذير في وقت تحاول «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، التوصل إلى اتفاق مصالحة مع حركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. كما يتزامن مع انقسامات بدأت تلوح داخل «حماس» في شأن الاستراتيجية التي يجب انتهاجها. وكان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أعرب عن تأييده «المقاومة الشعبية السلمية» التي تقتضي أن تتخلى الحركة عملياً عن الكفاح المسلح، كما أعلن تأييده إقامة دولة فلسطينية داخل حدود حزيران (يونيو) عام 1967، أي الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدسالشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل، وهو ما دفع القيادي في «حماس» في قطاع غزة محمود الزهار إلى انتقاد هذه التصريحات. وفي التفاصيل، أفادت وكالة مهر للأنباء بأن خامنئي قال لدى استقباله هنية: «الانتصارات الأخيرة في فلسطين، وكذلك جزء من أسباب الصحوة الإسلامية في المنطقة، هي نتيجة لصمود الشعب والفصائل الفلسطينية، والانتصارات المستقبلية وتحقق الوعد الإلهي هو رهن بهذا الصمود والمقاومة»، واصفاً «دعم الشعوب، خصوصاً الأمة الإسلامية، للمقاومة الإسلامية في فلسطين، بأنه يشكل العمق الاستراتيجي لفصائل المقاومة». وأضاف: «لا شك في أن المشاعر المتراكمة لشعوب المنطقة تجاه قضية غزة، كان لها الأثر في الانفجار المفاجئ لبركان المنطقة»، محذراً من الحركات التي تحاول إضعاف المقاومة. وأكد أن بلاده «تعتبر القضية الفلسطينية قضية إسلامية، وهي من صميم اهتماماتها»، لافتاً إلى أن «إيران ثابتة وصادقة في القضية الفلسطينية، وستكون دوماً إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته». استراتيجية «حماس» وفي هذا اللقاء، أعرب هنية عن تقديره وشكره للدعم الذي تقدمه إيران قيادة وحكومة وشعباً للقضية الفلسطينية، وقال: «شهدت عن كثب وخلال جولتي في المروحية، المشاركة المليونية في مراسم 22 بهمن بطهران، ونرى الشعب الإيراني عمقاً استراتيجية للقضية الفلسطينية». وشدد على الاستراتيجيات الثلاث للحكومة الفلسطينية المنتخبة، والمتمثلة في تحرير كل الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر، والتأكيد على المقاومة ورفض المساومة، والتأكيد على إسلامية القضية الفلسطينية. وكان هنية التقى وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي مساء أول من امس الذي اكد «أهمية الوحدة بين الفصائل الفلسطينية أمام الأعداء، والاستقامة على أصول المقاومة ومبادئها باعتبارها رمز النصر على الكيان الصهيوني». وأفادت وكالة مهر للأنباء بأنه وصف ظروف المقاومة الإسلامية في المنطقة بأنها في وضع أقوى بكثير وتحظى بشعبية اكبر من محور أميركا. وقدم هنية شرحاً عن آخر التطورات والأوضاع الراهنة على الساحة الفلسطينية، وأكد التزام «حماس» أصول المقاومة ومبادئها، معتبراً الوحدة الفلسطينية في المرحلة الراهنة بأنها رمز النجاح في تجاوز الظروف الراهنة. وكان هنية قال لمراسل وكالة مهر للأنباء بعد تفقده من الجو المسيرات الشعبية لمناسبة ذكرى الثورة الإيرانية أول من امس: «هذا الوجود الشعبي الواسع، يبعث فينا الأمل حيال مستقبل الأمة الإسلامية وانتصار المقاومة في فلسطين»، مضيفاً: «متفائلون بتحرير المسجد الأقصى لأن المسلمين متحدون تماماً في شأن تحرير فلسطينالمحتلة وتشكيل دولة فلسطين». كما اعلن هنية أول من امس في خطاب له في ذكرى الثورة الإسلامية أن حركته «لن تعترف أبداً بإسرائيل، وأن النضال متواصل حتى تحرير كامل أراضي فلسطينوالقدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين» إلى ديارهم.