قال نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد أمس أن بلاده ستطلب «في مرحلة لاحقة» من «دول الجوار التي توفر الملاذ الآمن للجماعات الإرهابية المسلحة وتمولها وتدعمها إعلامياً»، تسليمها هذه «المجموعات وقيادتها». في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن جثامين ضحايا «التفجيرين الإرهابيين» اللذين وقعا أول من أمس في حلب في شمال البلاد، شيعت أمس «في موكب شعبي ورسمي مهيب». وكانت دمشق أعلنت سقوط 28 قتيلاً في التفجيرين ونحو 235 جريحاً من المدنيين والعسكريين. وأشار المقداد خلال لقائه مجموعة من الصحافيين العرب والأجانب إلى أن «الهجومين الإرهابيين اللذين وقعا في حلب وأديا إلى استشهاد وجرح العشرات من الأبرياء من مدنيين وعسكريين من دون أن تصدر أي إدانة من الجهات التي تدعي محاربة الإرهاب يؤكدان المعايير المزدوجة التي يتم تطبيقها إزاء سورية التي تدين كل الأعمال الإرهابية في أي مكان من العالم». وزاد :»بعض دول الجوار توفر الملاذ الآمن للجماعات الإرهابية المسلحة وتمولها وتدعمها إعلامياً بما يشكل خطورة أكبر من القتل»، موضحاً: «في مرحلة لاحقة ستقوم سورية بتقديم الوثائق وتطلب من هذه الدول تسليم المجموعات الإرهابية المسلحة وقيادتها التي تنطلق وتعمل من أراضيها وتعويض عائلات ضحايا إرهابهم إضافة إلى التعويضات عن الخسائر التي ألحقت بالممتلكات العامة والخاصة». وكان المقداد قال: «من يراهن على سقوط سورية، فإنما يراهن على الفشل، وستبقى سورية صامدة قوية بنهج الإصلاح الذي يقوده الرئيس بشار الأسد داعياً إلى تشجيع من يرفض الحوار الوطني على الانضمام إليه للخروج بسورية من الأزمة». وتحدث عن برنامج الإصلاح الشامل، قائلاً إنه «سيتوج قريباً بالاستفتاء على مشروع الدستور الجديد للدولة وإجراء انتخابات برلمانية بمشاركة كل القوى السياسية والحزبية في سورية»، متسائلاً عن «أسباب استمرار الجماعات الإرهابية المسلحة في قتل الأبرياء والمدنيين؟». وقال إن ذلك «يدل على أن هذه الجماعات ومن يقف وراءها لا تريد الأمان والاستقرار والتقدم والإصلاح لسورية المتجددة وأنهم ماضون في مخططهم التآمري على سورية لتخريبها وتدميرها كما فعلوا في بعض الدول مؤكداً أن كل ذلك يصب في مصلحة إسرائيل». إلى ذلك، قال المقداد إن «الدول الغربية وبخاصة الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ما زالت تتصرف مع قضايا الدول التي تطرح على جدول أعمال مجلس الأمن على أنها دول استعمارية وصية»، لافتاً إلى أن «هذه السياسة تعني أن تلك الدول ما زالت تتعامل مع الدول الأخرى كمستعمرات حماية لإسرائيل وتمول الجماعات الإرهابية المسلحة وتشجعها على الاستمرار في القتل والإرهاب».