أحرزت القوات العراقية فجر امس تقدماً ملحوظاً في حملتها لاستعادة تكريت من تنظيم «الدولة الإسلامية» فسيطرت على الجزء الجنوبي منها ثم انسحبت، بعد مواجهات دامية مع تنظيم «الدولة الإسلامية». وأعلن قائد العمليات في الأنبار الفريق الركن رشيد فليح تشكيل «منظومة سرية» من الأجهزة الأمنية وأبناء العشائر لملاحقة عناصر «الدولة» في القائم والرطبة غرب المحافظة، فيما كلفت وزارة الداخلية لجنة لكشف ملابسات حادثة اقتحام مبنى جريدة «التآخي» الكردية وسط بغداد. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أمس أن «قوة من جهاز مكافحة الإرهاب طيران الجيش والعمليات الخاصة والمتطوعين من الحشد الشعبي، انطلقت صباح هذا اليوم (أمس) في عملية السيف البتار لتحرير تكريت من عصابات داعش الإرهابية». وأشارت إلى أنه «في غضون ساعتين تمكنت القوات الأمنية المشاركة في العملية العسكرية من تحرير معظم المدينة وفرض سيطرتها على المباني الحكومية والمستشفى، وفر معظم إرهابيي داعش»، وأكد البيان أن «القوات رفعت العلم العراقي فوق القصور الرئاسية واستمرت في تطهير المدينة وملاحقة الهاربين من الدواعش». وقال الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان أمس، إن «قوات عراقية تمكنت بإسناد الطيران من تطهير منطقة العوجة الجديدة ومستشفى تكريت العام وأكاديمية الشرطة والمركز الثقافي من عناصر داعش». وأضاف أن «القوات الأمنية تواصل عملياتها القتالية لتطهير باقي مناطق تكريت». وذكر مصدر أمني مسؤول في قيادة العمليات في صلاح الدين أمس، أن «الإرهابيين فروا من مركز تكريت باتجاه منطقة البوعجيل والجزيرة، شمال المدينة، بسبب الضربات العسكرية الموجعة». وكشف عن أن «الجهد الهندسي في الاستخبارات العسكرية عالج أكثر من 20 عبوة مزدوجة في الشوارع الرئيسية». إلى ذلك، أعلنت قيادة العمليات في صلاح الدين في بيان، تسلمت «الحياة» نسخة منه، أن «طائرة سوخوي قصفت صباح اليوم (أمس) تجمعات لمسلحي داعش في قريتي الخزرج والجواري في قضاء الضلوعية (100 كم جنوب تكريت)، ما أسفر عن قتل وإصابة العشرات وتدمير عرباتهم التي تحمل أسلحة ثقيلة ومتوسطة». وأضاف البيان أن «العملية تمت وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة عن أماكن وجود المسلحين». في الأنبار، أعلن قائد العمليات الفريق الركن رشيد فليح خلال مؤتمر صحافي أمس، أن «تشكيل منظومة سرية من أفراد الجيش والشرطة بالتنسيق الكامل مع أبناء العشائر في مدينتي القائم والرطبة غرب الرمادي، مهمتها قتل عناصر الدولة الإسلامية في المدينتين، ولكن بطريقة عسكرية دقيقة تسهل للقوات الأمنية والعشائر القضاء على هذه المجاميع المسلحة في أي مكان». ولم يحدد عدد أفراد هذه المنظومة وكيفية أو آلية عملها، مشيراً إلى أن «كل ذلك يتم بسرية تامة». من جهة أخرى، شكلت وزارة الداخلية لجنة للتحقيق في ملابسات حادثة الاعتداء على مقر صحيفة «التآخي» التابعة ل «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني في منطقة الكرادة وسط بغداد، وأكد بيان لوزارة الداخلية تسلمت «الحياة» نسخة منه، أن «وكيل الوزارة عدنان الأسدي أوعز بتوقيف القوة الأمنية الخاصة بحماية مبنى الجريدة، لعدم اعتراضهم المسلحين واتخاذ الإجراءات بحقهم وتكليف قوة بقيادة الشرطة الاتحادية لاتخاذ إجراءات سريعة وكفيلة بحماية المبنى والعاملين فيه ومطاردة الجماعات المسلحة وإجراء مسح شامل للمنطقة بالتعاون مع الجهد الاستخباري». وأكد البيان نقلاً عن الأسدي، أن «من أهم المهام الأمنية لوزارة الداخلية حماية الحريات والممتلكات العامة والشخصية وحماية المؤسسات».