استبعد تجار وخبراء سعوديون ان يكون الانخفاض الأخير الذي سجل في أسعار الذهب مؤشر انهيار، واصفين ما يحدث بأنه تصحيح. وانخفض سعر الذهب في السوق الفورية العالمية أكثر من واحد في المئة الجمعة، متأثراً بتراجع اليورو، وأنهت الأونصة أسبوعها عند 1706.46 دولار. وأكد أستاذ الاقتصاد كمال الوديع ان «الذهب دخل منذ سنة في موجات مختلفة من الارتفاع والانخفاض، سجل خلالها أرقاماً تاريخية لم يبلغها من قبل، كما شهد انخفاضاً في جلسة واحدة بلغ 130 دولاراً، وهو ما لم يشهده من قبل، ما تسبب في تضارب القراءات حول سعره». تصحيح أسعار وأوضح ل «الحياة» أن «كثيرين يرون ان هذا تصحيح طبيعي، بسبب الارتفاعات السعرية الشديدة التي حدثت في آب (أغسطس) الماضي، إذ لم تكن تلك الارتفاعات مبررة، إنما جاءت نتيجة مخاوف من وقائع اقتصادية حقيقية، وأن هذا التصحيح يمكن ان يستمر فترة بسيطة، وإذا ساءت الأحوال الاقتصادية أكثر يعود سعره للارتفاع مجدداً». وتابع ان بعض المتداولين في السوق يرون أن الأسعار الحالية تشير إلى تصحيح نزولي كبير، لأنه مصاحب لارتفاع مفاجئ في سعر الدولار، إذ يسعَّر الذهب بالدولار، ففي حال ارتفع سعر الذهب ينخفض الدولار، وفي حال ارتفع الدولار ينخفض الذهب، كما حدث للأسعار العالمية للنفط. وثمة من يقول ان الذهب يتجه إلى 2000 دولار للأونصة العام الجاري، في مؤشر على استبعاد انفجار الفقاعة. مسببات الارتفاع قائمة وأوضح تاجر ذهب، محمد النمر، ان انهيار سعر الذهب في المدى المنظور مستبعد، خصوصاً ان مسببات ارتفاعه لا تزال قائمة، ورجّح ان تعود الاسعار إلى الارتفاع من جديد العام الجاري. وأضاف: «التصحيح وارد في أي وقت، وقد تتفاوت حدّته في كل مرة، وهذه من طبيعة الأسواق، التي تتأثر بكثير من الأمور». وأشار إلى ان الانخفاض الأخير لسعر الذهب تأثر بتراجع مؤشر البطالة الأميركية، كما ان احتمال ركود عالمي قد يقلل الإقبال على جميع السلع، بما فيها الذهب والفضة، لكن هذا الأمر يبقى نسبياً، خصوصاً إذا استمر تصنيف الذهب كملاذ في وقت الأزمات، وهذا ما حدث في الأزمة المالية العالمية الأخيرة. وتابع: «ان تراجع مشتريات الذهب في الأسواق المحلية قد لا يؤثر في الأسعار، لأن التأثير في غالبيته نفسي وبين المضاربين فقط، أما بالنسبة إلى الدول، فهي لا تتاجر ولا تضارب في الذهب». وتوقع تاجر الذهب عبدالله الجوهر ان تبقى أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة في حال تذبذب بين ارتفاع وتصحيح، مشيراً إلى أنه ممن يرون ان الأسعار ستتجه إلى الارتفاع، وقد تكسر حاجز 2000 دولار قبل نهاية العام الحالي، لأن الارتفاع في الأسعار يحدث بفعل أسباب، والظاهر أنها لا تزال موجودة.