اعتبر تاجر الذهب والمجوهرات السعودي أديب بن محمد ادريس أن ارتفاع سعر الذهب في التعاملات الآجلة وخاصة في الاسواق الامريكية ليتجاوز مستويات 1000 دولار للاونصة امرا كان متوقعا إن لم يكن منتظرا من المتعاملين مع المخاوف الجديدة التي سيطرت على الاسواق المالية خلال الايام الماضية والتي أدت الى انخفاضات في مؤشراتها وهبوط حاد في اسعار الاسهم الاوروبية على وجه التحديد الامر الذي عزز موقف اقبال المستثمرين على الانتقال السريع لتغيير بعض مراكزهم المالية وإجراء تعديلات او تسويات داخلية فيها بزيادة كمية المبالغ المخصصة للتعاملات في الذهب والاقبال على عمليات شراء وسط تعزز الذهب كملاذ آمن كما في كل مرة عندما تتهاوى أسواق المال ويخشى المستثمرون من تقلبات مفاجئة. وقد ارتفع سعر الذهب لعقود ابريل نيسان إلى 1007.70 دولار للاونصة ليسجل أعلى مستوى سعري له منذ 16 يوليو الماضي قبل أن يتراجع قليلا إلى 1002.20 دولار . وقال ادريس انه يتفق مع توقعات محللين في الاسواق بمواصلة الذهب الصعود ربما في طريقه الى المستويات القياسية التي سجلت في شهر مارس الماضي اي قبل حوالي عام عندما وصل سعر الاونصة الى 1030.80 دولارا. ويرى ادريس ان الذهب فيما لو تمكن من الوصول سعريا الى هذا المستوى يكون بذلك اكمل دورة سنوية كاملة من اعلى نقطة الى مستويات مابين 800 الى 700 دولار للاونصة ثم العودة مرة اخرى الى النقطة التي هبط منها. وعن التعاملات في السوق السعودية قال ادريس ان المتمتعين بالهدوء وخاصة من قاموا بالشراء في مستويات 800 دولار بدأوا فعلا في جني ارباحهم بشكل هادئ اما المضاربون فتعاملاتهم تتسم بالغموض والسرعة ولايمكن الحكم عليها الا بعد مضي فترة من الوقت على استقرار ولو مؤقت في الاسعار. واضاف ادريس ان البعض يعتبر ان هناك بعض الارتباط بين سعر الذهب والنفط ( الذهب الاسود ) وان ذلك صحيح الى حد كبير لكنه يرى ان الارتفاعات الحالية تدعمها انخفاضات الاسواق المالية والخوف الذي يسيطر على ملاك الثروات خاصة ان علاقة الذهب بالدولار تعتبر في الغالب عكسية حيث تشكل إمكانية ارتفاع الدولار التهديد الحقيقي لأسعار الذهب. ويؤكد ان الذهب والفضة الخيار الوحيد الآمن او المفضل لمن يريد الحفاظ على أصول أمواله من عوامل التضخم لاسيما ان هناك مؤشرات او توقعات بمواصلة الذهب للارتفاع فيما لو زادت قيمة الدولار انخفاضاً وطال وقت علاج أزمة الاقتصاد العالمية. ويذكرنا ادريس بما اصدرته «سيتي جروب» قبل فترة من أن سعر الذهب مرجح لتجاوز مستوى ال 2000 دولار بنهاية هذا العام وذلك على إثر قيام البنوك المركزية حول العالم بإغراق الاسواق بالسيولة النقدية ، معتقدا انه من المرجح اقترابه من مستويات 1500 دولار للاونصة نهاية هذا العام ان استمرت اوضاع الاسواق المالية مثلما هي عليه حاليا . وما اشارت اليه تقارير من ان الصين تفكر جديا في رفع احتياطياتها من المعدن الأصفر إلى 4000 طن بدلا من 600 طن حاليا وذلك بغرض تنويع احتياطياتها بدلا من تركيزها على الأوراق المالية والسندات. وقد حدث في الاشهر الماضية بعض النقص في سوق السبائك الذهبية بين التجار في العديد من الأسواق على مستوى العالم، وذلك لبحث المستثمرين عن الملاذ الآمن وإقبالهم على شراء الذهب. وفي المملكة شهد الطلب على الذهب ارتفاعا قبل شهريين عندما كانت مستوياته السعرية في حدود 800 دولار للاونصة حيث وصل اجمالي الطلب حسب مجلس الذهب العالمي 41 طنا بقيمة 1.5 مليار دولار كما اكدت شركة التعدين العربية السعودية (معادن) أن احتياطيات الذهب في مناجمها ارتفعت إلى (1.3) مليون اونصة اثر الاستكشافات المكثفة التي تجريها الشركة في المواقع التي تمتلك رخصا لاستثمار مصادرها المعدنية. وأشارت إلى ان مجموع المصادر المعنية لعمليات الاستكشاف في مشاريع المعدن النفيسة بلغت (10) ملايين اونصة.