في وقت لم تنل الدعوات في مصر إلى «عصيان مدني» لإجبار العسكر على تسليم السلطة إلى المدنيين فوراً، دعماً واسعاً في الشارع واقتصر تأثيرها على الجامعات، أحيط لقاء بين رئيس المجلس العسكري الحاكم المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان الأميركي مارتن دمبسي بتكتم شديد. وعُلم أن مسؤولين أميركيين آخرين سيزورون القاهرة لمناقشة التوتر في علاقات البلدين، على خلفية محاكمة مسؤولين أميركيين في منظمات غير حكومية. وأكد مسؤول عسكري أن دمبسي ناقش في لقاءين مع طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان قضية الأميركيين المحالين على المحاكمة وكذلك ملف المساعدات العسكرية الأميركية لمصر التي لوحت واشنطن بتعليقها. وذكر بيان رسمي مصري أن دمبسي «أكد حرص بلاده على متابعة عملية التحول الديموقراطي الذي تشهده مصر، وتقديرها لجهود القوات المسلحة في بناء مؤسسات الدولة ونقل المسؤولية إلى سلطة مدنية منتخبة». وعلمت «الحياة» أن قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق جيمس ماتيس سيزور القاهرة غداً للقاء طنطاوي وعنان، فيما تجرى ترتيبات لزيارة أخرى يقوم بها وفد من الكونغرس برئاسة السيناتور جون ماكين. وتأتي هذه الزيارات في أعقاب التوتر بين القاهرةوواشنطن منذ دهم الشرطة والجيش 17 مقراً لمنظمات حقوقية وإحالة 43 بينهم 19 أميركياً، على المحاكمة الجنائية بتهمة «ممارسة نشاط من دون ترخيص، والحصول على تمويل أجنبي». وفي مؤشر إلى عدم توصل دمبسي إلى نتيجة مع القيادة المصرية، ألغى المسؤول الأميركي مائدة مستديرة كان مقرراً أن يلتقي فيها عدداً من الصحافيين المصريين. وعزا مصدر هذا الإجراء إلى «عدم رغبة دمبسي في الخوض في تفاصيل المحادثات». ومرت الذكرى الأولى لتنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك من دون تأثير للدعوة إلى «العصيان المدني» الذي لم يطبق عملياً في أيٍّ من قطاعات الدولة، واقتصر تأثيره على الجامعات التي شهد بعضها تظاهرات للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري. ولم تستقطب دعوات الإضراب اهتمام الشارع الذي تجاهلها إلى حد بعيد. وكان المجلس العسكري استبق الإضراب ببيان أكد فيه عزمه تسليم السلطة للمدنيين «في المواعيد المقررة». وحذَّر من «مخططات تستهدف ضرب الثورة»، و«مؤامرات تحاك ضد الوطن هدفها تقويض مؤسسات الدولة وغايتها إسقاط الدولة نفسها لتسود الفوضى ويعمّ الخراب». وشدد على أنه «لن يخضع لتهديدات ولن يرضخ لضغوط ولن يقبل إملاءات». واعتبر الناطق باسم «الإخوان المسلمين» محمود غزلان أن الدعوة «فشلت في شكل واضح يدل على وعي الشعب المصري وعدم انجراره خلف دعوات التخريب والهدم وإيمانه بالتحول الديموقراطي»، فيما رأى الناطق باسم «حركة 6 أبريل» محمود عفيفي أن «الإضراب حقق نجاحاً جزئياً كبداية، فنحن لم ندعُ إلى إضراب عام». وأشار إلى أن «نسبة المشاركة الطالبية كانت عالية جداً... هذه هي البداية، وسينضم عمال جدد» اليوم.