دعا كبير علماء الدين في جنوب العراق آية الله الشيخ محمد باقر الناصري الرئيس جلال طالباني إلى العمل لإعادة ترسيم الحدود بين المحافظات والعودة بها إلى ما كانت عليه قبل تسلم حزب البعث السلطة في ستينات القرن الماضي. وجاءت دعوة الشيخ الناصري في برقية بعث بها إلى طالباني وفيها إن «لنظام الحكم في عهد صدام حسين آثاراً سيئة ومدمرة في ميادين شتى، وبينها العبث بجغرافيا العراق التاريخية». وأضاف: «سبق ان رفعنا مذكرات إلى المسؤولين لتدارك الخراب الكارثي للنظام البعثي حين قام باقتطاع أجزاء كبيرة من محافظات تاريخية وألحقها بأخرى، لا ينتفع بها أبداً لا المقتطع منه ولا الملحقة به، بأكثر من الفتن وتحفيز الأمة على الشجار والتقاتل». وتابع إن «النظام البائد قام بمعاقبة جماعية لمحافظتي ذي قار وميسان، عندما صادر كل أراضي المحافظتين واعتبرها أميرية للدولة من دون باقي المحافظات، كإجراء عقابي على محاربتهما النظام». قرارات وأوضح ان «تلك القرارات المجحفة أصبحت اليوم عبئاً على الأمة والبلاد وبؤرة للخصام بين الشعب ومكوناته لذا ندعوك إلى معالجة الخلل». وتتنازع محافظات عراقية في جنوب العراق على ضم مناطق حدودية تؤكد أنها كانت ضمن رقعتها الجغرافية من قبل. ومن هذه المناطق بلدة بصيّة بين محافظتي ذي قار والمثنى وتشكل نقطة خلاف بين المحافظتين. وقالت عضو مجلس محافظة ذي قار هالة عبدالغني ان المحافظة «تمتلك أدلة كافية لإثبات أن منطقة بصية تعود لها وليست لمحافظة المثنى». وأضافت ان «الطلب الخاص بإعادة ضمها يتوقف على اختيار الطريق القانوني الأسلم للخوض في هذا الموضوع». وتابعت «طالبنا في دورة المجلس السابقة بضمها إلى ذي قار لكن سبب عدم تفعيل القضية ان برلمانيي المحافظة لم يفعّلوا الطلب، اذ ينص القانون على مطالبة 10 نواب لتدرج ضمن جدول أعمال البرلمان». ومن المناطق المتنازع عليها أيضاً في جنوب العراق منطقة شيخ سعد بين محافظتي ميسان وواسط وتقع ضمن الحدود الجغرافية لميسان قبل إعادة التقسيم الجغرافي في عهد النظام السابق، وقال رئيس مجلس المحافظ ميسان عبد الحسين عبد الرضا ل «الحياة» ان هذه «المنطقة تعود الآن إلى محافظة واسط بينما هي جغرافيا وتاريخيا تعود إلى محافظة ميسان ولدينا الأدلة الكافية لإثبات ذلك».