بعد أربعة أيام من الفيتو الروسي الصيني، أعاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الملف السوري الى صدارة عمل المنظمة الدولية متوجهاً بالنقد اللاذع لمجلس الأمن بسبب «فشله الكارثي» في التحدث بصوت واحد لوقف «سفك الدماء في سورية» معتبراً أن ذلك «شجع الحكومة السورية على تأجيج حربها ضد شعبها». ووضع بان أمام مجلس الأمن اقتراح اشتراك الأممالمتحدة في إرسال مراقبين الى سورية مع جامعة الدول العربية بناء على اقتراح أمينها العام نبيل العربي. وأعلن أن العربي أبلغه، في اتصال جمعهما، عزمه على إعادة بعثة المراقبين العرب الى سورية طالباً أن تكون «في مهمة مشتركة مع الأممالمتحدة». وقال إنه سيعود الى مجلس الأمن لمناقشة مواقف الدول الأعضاء من الاقتراح وبحث تفاصيله. وحذر بان من «الانزلاق الخطير نحو الحرب الأهلية والصراع الطائفي» ومن أن «الآتي هو الأسوأ ما لم تتوقف أعمال القتل الوحشية» في سورية. وحمَّل الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية قتل آلاف المدنيين، داعياً إياه الى «اتخاذ إجراءات جريئة وحاسمة لأن الوضع وصل مرحلة غير مقبولة». وقال «سمعنا الكثير من الوعود المنكوثة حتى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية» (مساء أمس الأول) محذراً من امتداد التدهور الحاصل في سورية الى باقي المنطقة. وأضاف: «مضت عشرة أشهر والكثير من الناس قتل، كم من المزيد من الناس عليهم أن يموتوا قبل التوصل الى حل سياسي؟ على الرئيس الأسد أن يتخذ قراراً حاسماً أولاً لوقف العنف فوراً». وحض «جميع الأطراف» على وقف العنف والانخراط في مفاوضات سياسية. واعتبر أن استمرار القتل سيؤدي فقط الى تآكل شعبية الرئيس الأسد كقائد لسورية». وعبر بان عن أسفه العميق لعدم تمكن مجلس الأمن من التحدث بصوت واحد «لإنهاء سفك الدماء». وقال إن «الآلاف قتلوا بدم بارد مما مزق ادعاءات الأسد بالتحدث الى الشعب السوري». معتبراً أن فشل مجلس الأمن «شجع الحكومة السورية على زيادة حربها على شعبها». وعبر عن الخشية من أن «الوحشية المروعة في حمص والقصف بالأسلحة الثقيلة على الأحياء المدنية نذير شؤم بأن الآتي هو الأسوأ». وقال إنه في هذه اللحظة «من العاجل أكثر من أي وقت مضى التوصل الى أرض مشتركة» حول الأزمة السورية. وفي شأن بعثة المراقبين العرب قال إن العربي أبلغه أنه يعتزم إرسال البعثة مجدداً الى سورية وأنه «طلب مساعدة الأممالمتحدة واقترح زيادة على ذلك أن ننظر في بعثة مشتركة للمراقبين في سورية بما فيها إرسال مبعوث مشترك». وقال إنه سيتشاور مع مجلس الأمن في هذه المسألة بعدما أوجز لأعضاء المجلس حصيلة محادثاته مع العربي. وأكد استعداد الأممالمتحدة «للمساعدة بأي طريقة تساهم في تحسين الوضع ومعالجته». وقالت مصادر في الأممالمتحدة إن الموقف الروسي يرفض الآن إعادة طرح مشروع قرار في شأن سورية في مجلس الأمن. وأضافت أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «فهم من الأسد أنه يريد عودة المراقبين العرب ليعملوا في كل المناطق السورية». واعتبرت المصادر أن روسيا متخوفة من انتشار التشدد الإسلامي في حال انهيار النظام في سورية «بما يطالها في أراضيها». وأضافت أن روسيا مقتنعة بأن «الأمور يجب أن تتغير في سورية وتنتقل الى نظام سياسي جديد ولكن العملية الانتقالية يجب أن تكون سلمية وليس هناك من يتمسك ببقاء الأسد في السلطة». واعتبرت المصادر أن روسيا ترى أن «الخيار الوحيد أمام المعارضة السورية أن تقبل بالحوار مع الحكومة والانخراط في عملية سياسية».