قدّمت فرقة «افتكاسات» المصرية، أولى حفلاتها في صالة «كايرو جاز كلوب» صيف 2001 ومنذ ذلك الحين وهي تتقدم فنياً واحترافياً وتحقق النجاحات حتى باتت على لائحة أكبر مهرجانات موسيقى الجاز في أوروبا والولايات المتحدة وتونس والأردن. تولي «افتكاسات» موسيقى الجاز اهتماماً بالغاً وهي كماركة مسجلة للفرقة، مع بعض المداخلات الشرقية، من عازف الناي الأردني ليث سليمان أو عازف الكمان الكهربائي محمد مدحت ذلك الموسيقي المدهش الذي أدهش جمهور قاعة «إيوارت» الشهيرة في الجامعة الأميركية، فتداخلت الموسيقى القوية مع التصفيق والتهليل في حالة وجد وشغف وتوهج، خصوصاً مع القوة والحس العالي التي يمنحها عازف الالكتريك غيتار محمد لطفي الشهير ب «أوسو» وهو أيضاً مؤلف بعض مقطوعات الفرقة مثل أغنية الصباح، ورقصة وعازف الدرامز أحمد هشام الذي قدم صولوهات إيقاعية توقف فيها الوقت لتسمع دقات الطبول مع قلوب الشباب. يقول عازف الكي بورد ومؤسس الفرقة عمرو صلاح: «نعمل لهدف واحد، هو تقديم شيء له معنى، موسيقى جميلة، يحبها الجمهور، بغض النظر عن نوعيتها وتصنيفات البعض بين شرقي وغربي وجاز وغيره، وأن ما تصبو إليه «افتكاسات» وغيرها من الفرق الشابة الناجحة مثل الدور الأول وريف باند على سبيل المثال هو محاولة تقديم نوعية موسيقية متقدمة، تليق بمكانة مصر ثقافياً وفنياً وتشبع طموح الشباب المصري الذي تعلق طويلاً بما ينتجه الغرب من موسيقى». ونفى صلاح ما يقال إن «افتكاسات» فرقة تقاوم تيار الموسيقى الهابطة في مصر لأن هذه الموسيقى في رأيه تعالج نفسها بنفسها، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التنسيق بين جهات الدولة الثقافية وتلك الخاصة من جهة، وأصحاب المشاريع الموسيقية من جهة، حتى تتسع مجالات العرض أمامهم ولا تقتصر على ثلاثة مسارح تقريباً، يمكنها التحكم وفرض شروطها عليهم وفتح أبواب أمام دعم هذه الفرق حيث يعاني معظمها خصوصاً في مرحلة، إصدار ألبوم لها. وعن تجربة افتكاسات يوضح: «تلقينا دعماً في إصدار الألبوم الأول «مولد سيدي اللاتيني» عن مؤسسة المورو الثقافية 3 آلاف دولار ومن الصندوق العربي للثقافة والفنون في الألبوم الأخير «دندشة» نحو 7 آلاف دولار الذي خرج للجمهور في أوائل الصيف الماضي. ويرجع صلاح ظاهرة كثرة الفرق الموسيقية ومشاركة بعضها في عروض دون المستوى إلى الجهة التي تستقبل مثل هذه الفرق قبل أن تكتمل الخبرات اللازمة للوقوف أمام الجمهور، إذ إن مكانها الطبيعي هو المدرسة أو الجامعة وهو ما عايشه بنفسه خلال زيارته أميركا بدعوة من مركز كينيدي للفنون لمدة شهر بصفته رئيس مهرجان القاهرة للجاز كمنحة للاطلاع على كيفية إدارة الأعمال الفنية، وهناك برنامج لشباب المدارس الموهوبين موسيقياً في نيسان (أبريل) من كل عام، ويتم تشكيل منتخب المدارس لموسيقى الجاز ويؤدون في شكل مذهل سواء الأعمال المعروفة أو من أجندتهم الخاصة. وتعمل الفرقة على إظهار القدرات الإبداعية لدى كل العازفين، وإفساح المجال أمام الجميع لتقديم وصلة فردية في كل حفلة لإبراز مدى الوعي والمهارة التي يمتلكها أعضاء الفرقة. وحول الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة للجاز والتي عاب عليها البعض طغيان اسم الموسيقي اللبناني زياد الرحباني. يوضح صلاح أن زياد رمز ضخم في العمل الثقافي الموسيقي في العالم وكان طبيعياً أن يستأثر باهتمام كبير في أول زيارة له لمصر، وقد وافق زياد على المشاركة بعدما تأكد أن المهرجان يُنظّم على مستوى محترم. واعتبر أن زياد شخص ذو خصوصية كبيرة وفيلسوف له وجهة نظر تقدر في كل مناحي الحياة ولا تهمه الماديات كثيراً بل نوعية الحدث والجمهور الذي يعزف من أجله». وأعلن صلاح عن مفاوضات مع الفنان ربيع أبو خليل ومشروع مع نصير شمة ومجموعة مع الفرق المصرية التي يعمل المهرجان من أجل ظهورها، ونشر ثقافة الجاز، إضافة الى أسماء كبيرة في عالم الجاز من أوروبا وأميركا، في الدورة الثالثة في آذار (مارس) المقبل.