أعرف الدكتور أسامة شبكشي منذ كان وزيراً للصحة بتواضعه الجم وزهده، كما عرفه الكثير من الصحافيين الذين استغرب بعضهم مكتبه البسيط في الوزارة وبقاءه في الرياض، بعيداً من أسرته الكريمة، خصوصاً زميلتنا الكاتبة العكاظية الرائعة هيفاء اليافي... ويعرف الكثيرون أن الطبيب - الوزير - السفير - مدير الجامعة السابق - ونجل سيد الصحافة الحجازية عبدالمجيد شبكشي يعرفون إتقانه للغة الألمانية منذ دراسته للطب فيها، وربما لذلك اختير سفيراً في ألمانيا. أما ما لا أعرفه فهي حدود مسؤوليته وصلاحياته كسفير في شؤون المرضى السعوديين في ألمانيا، وهل يعمل المكتب الصحي السعودي كجزيرة مستقلة عن السفارة؟ هذه المقدمة، ضرورية لتتقبلوا تفجيراً كتابياً يتطلب من أخينا رئيس هيئة مكافحة الفساد محمد الشريف مد حبال هيئته لتتحرى عن بعض موظفي مكاتبنا الصحية في الخارج. قرأت وسمعت الكثير من شكاوى المرضى السعوديين الذين يتكفل والدنا خادم الحرمين الشريفين بعلاجهم في عدد من بلدان العالم المتقدم، وهي أمور نتمنى أن ينتبه لها وزير صحتنا الدكتور عبدالله الربيعة ومسؤولو مكاتبنا الصحية الخارجية وأظنهم فاعلين... ولكن وما أدراك ما بعد لكن؟! لا أود الإطالة وتشعيب الموضوع، لكن هل تتخيلون أن فلسطينياً يهين المرضى السعوديين ممن لا يجيدون لغات أجنبية، وهو مجرد مترجم متعاون في ألمانيا لخدمة المرضى السعوديين يقبض أجره لقاء ذلك، ولا يقوم بعمله متطوعاً من أجل سواد عيون السعوديين. لكم أن تتخيلوا أن هذا الفلسطيني المتعاون هو الحاكم بأمره في شؤون كثير من المرضى السعوديين في قرية صغيرة شمال هانوفر - يحضر لساعات محدودة للمستشفى ليزعم الترجمة للمرضى ويصفعهم بلعناته وشتائمه وحقده الدفين، إما بلهجة فلسطينية مموهة، لا يفقهها من لم يخالطهم، أو بحديثه بألمانية ركيكة وإنكليزية مكسرة، معتقداً أن كل السعوديين بدو لا يفقهون. لا أعرف الدكتور خالد ياسين مسؤول المكتب الصحي في ألمانيا، ولم أسمع عنه ما يسيء إليه، لكن المؤكد أن المترجم الفلتة يتمتع بعلاقات جعلته مسيطراً على بعض صغار الموظفين في المكتب ممن يعتبرون عملهم في برلين فرصة للسياحة والنزهة، ويعتمدون على صاحبنا في تزويدهم بالتقارير التي يقومون برفعها لمسؤولي المكتب الصحي الذي يثق بهم. ولذلك فهو يستغل، ربما ضعف بعضهم، يسوط من خلالهم وبهم مرضانا ويغلق ملفاتهم، زاعماً حرصه على مصلحة بلدنا... عجبي! أنا هنا لا أتحدث جزافاً ولا أرمي التهم كيفما اتفق، لكن خذوا آخر قصصه ولكم الحكم: ناقشه أحد المرضى في تصرفاته وطلب منه عدم استغلال البعض «...»، وأن يحترم ويقدر البلد الذي كفل له عيشاً كريماً، فحاول في البداية إيهام المريض بعدم صحة ما يقول، وعندما تم صفعه بحقيقته كاملة - صمت خصوصاً عندما رفض المريض أن يدخل معه إلى طبيب فلسطيني آخر - يعتبر موظفاً لديه، ورفض المريض القاطع ابتزازه المالي، وفهم أن المريض سيخاطب مسؤولي المكتب أو السفارة لاختيار مترجم بديل عنه، ولا سيما أن ألمانيا تعج بمن يتقنون العربية - هنا - تغدى به قبل أن يستبدل بمتعاون آخر، وخلال ساعات بعد هذا النقاش قام حضرته بإبلاغ المريض بإغلاق ملفه بعد مضي أقل من أسبوعين على بدايته، على رغم أن الأمر الملكي الكريم صريح وواضح ومباشر أن تكون الفترة الأولى ثلاثة أشهر تجدد عند حاجة المريض. ... من منكم يرضيه ما حدث؟ يقولون لبعضنا «أنتم ما بتخدموا الكضية»... شخصياً كفرت بكم وبقضيتكم.