برلين – إبراهيم جبر موضوع الطاقة المتجددة أحد أهم القضايا التي يركز خادم الحرمين الشريفين على الاستفادة منها. لا أنصح الأسر السعودية بإحضار خادماتهم إلى ألمانيا خشية اختلاقهن مشكلات تبرر إقامتهن الدائمة. د. أسامة شبكشي أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية ألمانيا الاتحادية عميد السلك الدبلوماسي العربي في برلين الدكتور أسامة عبدالمجيد شبكشي، أن السياسة الحكيمة التي انتهجتها المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين، عبر مناداته إلى التحاور بين الأديان والحضارات، وتتويجه لذلك بالتقائه بابا الفاتيكان في روما، كان لها أكبر الأثر في نفوس الشعب الألماني، واستشعارهم سماحة الدين الإسلامي، مشيرا إلى أنه كان شاهدا على الحفاوة التي حظي بها خادم الحرمين عند زيارته لبولندا تزامنا مع توجيهه بفصل التوأمين البولنديين، حيث أحاط به البولنديون وكانوا يصفقون بحرارة ويرحبون بمقْدَمه. وأشار شبكشي في حوار مع «الشرق» إلى توجه المملكة إلى التعاون مع ألمانيا في مجال استثمار الطاقة المتجددة بأدنى الأسعار، وذلك لتأمين احتياجات المملكة من الطاقة المتجددة بأرخص الأسعار، والإبقاء في الوقت نفسه على مخزون البترول الأحفوري للأجيال القادمة. وقال الدكتور شبكشي إن أعداد المبتعثين السعوديين في الجامعات الألمانية تضاعفت إلى 972 مبتعثا، لافتا إلى أن هناك بعض المشكلات التي تواجههم وتسعى السفارة إلى حلها، بينما يصعب حل بعضها بسبب عدم تفهم المسؤول الألماني لطبيعتها. * كثيرا ما أوصى خادم الحرمين الشريفين السفراء بالاهتمام بالمواطنين في الخارج، كيف تقيّمون استجابة سفارتكم لذلك؟ - نحن في سفارة خادم الحرمين الشريفين في برلين حريصون كل الحرص على الاهتمام بالمواطنين المقيمين في ألمانيا، ويصلنا كثير من التوجيهات من المقام السامي بضرورة الاهتمام بالصغير قبل الكبير منهم، والفقير قبل الغني، والمريض قبل الصحيح، كما إن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – يتابع ذلك مخاطبة ومشافهة عبر الهاتف، لذلك نحن نحرص أشد الحرص على تحقيق تطلعات خادم الحرمين في ذلك وتأمين راحة المواطن وسلامته. * ما الجهود التي بذلتموها في تقريب وتقوية العلاقات بين المملكة وألمانيا؟ - إن السياسة الحكيمة التي يتبعها خادم الحرمين الشريفين، سواء بمناداته إلى التحاور بين الأديان والحضارات، أو سفره إلى مدريد ثم إلى نيويورك لحضور الاجتماعين المتعلقين بذلك، ثم تتويجه لهذه الزيارات بالتقائه بابا الفاتيكان في روما، كان لها أكبر الأثر في نفوس الشعب الألماني، الذين استشعروا من ذلك أن ديننا دين سماحة ومحبة، وأشهد أنني حينما حظيت بأن أكون في معية خادم الحرمين الشريفين حين زيارته لبولندا، الدولة الجارة لألمانيا، رأيت بعيني كيف كان الشعب البولندي يصفق له بحرارة ويرحب بمقدمه، وكا ذلك تزامنا مع توجيهه بفصل التوأمين البولنديين دون تحميل الأبوين أي تكاليف مالية، لقد كان منظراً رائعاً حينما التف البولنديون حوله وثمنوا له هذه اللفتة الإنسانية الكريمة. * ما مدى استفادة المملكة من ألمانيا في مجال الطاقة؟ - موضوع الطاقة أحد القضايا التي يركز عليها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، ولعل من الأجدر توجيه هذا السؤال لرئيس مدينة الملك عبدالعزيز للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم يماني، إلا أنني استأذنه في الإشارة إلى أن ألمانيا إحدى الدول التي تشتهر باستثمار الطاقة المتجددة، سواء كانت شمسية أم هوائية أم عن طريق إمداد المياه، ويمكن التعاون بين ألمانيا والمملكة لاستثمار الطاقة المتجددة بأدنى الأسعار لإمداد المملكة بها، وبهذا نكون قد أمّنا احتياجات المملكة من الطاقة المتجددة بأرخص الأسعار، وأبقينا في الوقت نفسه على مخزوننا من البترول الأحفوري لأجيالنا القادمة. * ما التوجيهات والنصائح التي توجهها للمواطنين السعوديين الذين يزورون ألمانيا لأول مرة؟ - آمل من إخواني المواطنين قبل قدومهم إلى ألمانيا أن يتنبهوا لصلاحية انتهاء التأشيرة، ثم أن يتأكدوا من حجوزاتهم الفندقية خطياً، حتى لا يفاجأوا بإلغاء حجزهم، وأنصحهم بعدم حمل مبالغ مالية أكثر من تسعة آلاف يورو، وإن كانوا أسرة فأنصح الأب بتوزيع الأموال النقدية التي يحملها على الأسرة إن كانت أكثر من ذلك، حتى لا يتعرض للمساءلة، وبالنسبة للسيدات فأنصحهن بأن يضعن ممتلكاتهن الثمينة في خزائن الأمانات الفندقية، وليس في دواليب الغرف، كما أنصح الأسر التي لديها مربيات أو خادمات بعدم إحضارهن معهم، لأن بعضهم قد يستغلون فرصة وجودهم للإقامة الدائمة فيتصنعون مشكلة بينهم وبين العائلة بهدف البقاء في ألمانيا. إحدى المنحوتات الفنية القائمة أمام بحيرة البجع وجوار مبنى الأوبرا * ماذا عن العوائق والمشكلات التي تواجه المبتعثين السعوديين في ألمانيا؟ - تضاعفت أعداد المبتعثين السعوديين في الجامعات الألمانية إلى 972 مبتعثا، وهناك بعض المشكلات التي هي في طريقها للحل، بينما يصعب حل بعضها بسبب عدم تفهم المسؤول الألماني لطبيعتها، ومن المشكلات التي يمكن حلها حصول المبتعث على قبول في الجامعات الألمانية، واجتياز امتحان التأهيل باللغة الألمانية، هاتان المشكلتان نحن بصدد حلهما بالتنسيق مع الخارجية الألمانية، كما أن هناك مشكلة قبول أبناء المبتعثين في أكاديمية كلية الملك فهد في بون وبرلين، وهي في طريقها للحل أيضا بالتنسيق مع وزارة الخارجية ومكتب دولة المستشارة ووزارة الداخلية الألمانية، أما التي يصعب حلها ومازلنا نبذل قصارى جهدنا في حلها فإنها تتمثل في ضرورة إحضار «المحرم» مع المبتعثة، ومازال الموظف الألماني لا يقبل حضور شخص مرافق لطالب في الدراسات العليا تحت مسمى «محرم»، لاسيما وأن بعضا من هؤلاء «المحارم» يطلبون بعد فترة من الزمن أن يكملوا دراستهم أيضا في ألمانيا أو أن يتعالجوا في مستشفياتها، كذلك نواجه صعوبة في موضوع «النقاب» بالنسبة للطالبات المنقبات، فحينما تذهب إحدى بناتنا للمقابلة الشخصية وتكون من المنقبات فإن السفارة تبذل جهدا مضاعفا لإقناع المسؤولين الألمان بالأمر. وهناك مشكلة جديرة بالاهتمام، وهي الصدمة الحضارية التي قد يعيشها بعض المبتعثين حين حضورهم إلى ألمانيا، فبعض المبتعثين يأتون من قرى نائية في المملكة، ما يمثل صعوبة في تأقلمهم مع الأوضاع الثقافية والاجتماعية في ألمانيا، كما إن الدراسة التي اعتاد عليها أغلب الدارسين في المملكة تعتمد على مبدأ التلقين والحفظ، أما في ألمانيا فإن الوضع مختلف كليا، إذ إن الطالب يعتمد على نفسه، وعليه أن يجتهد ويبحث في عدة كتب ومراجع لاستخلاص مادة الدرس، كما إن على الطالب أن يعي المادة لا أن يحفظها، كل ذلك بحاجه إلى تفهّم وتأقلم. * ماذا عن شكوى المرضى السعوديين ممن يحصلون على أوامر للعلاج ويأتون إلى ألمانيا ثم يفاجأون بالغلاء الفاحش ويعجزون عن تغطية المصروفات الشخصية والمواصلات والإعاشة؟ - هناك مرضى يأتون للعلاج على حسابهم الخاص، ومرضى آخرون مبعوثون من قبل وزارة الصحة، وبالنسبة لمن يأتون على حسابهم فإن بعضهم يطالب بأن تتحمل الدولة علاجهم بحجة أن ما لديه من نقود لا يغطي تكاليف علاجه، وفي تلك الحالة فإن السفارة تبعث بطلبه إلى الهيئة الطبية العليا في وزارة الصحة للنظر في أمره، خصوصا وأن البعض قد يرفض العودة للمملكة ويفضل البقاء في ألمانيا، ما يضع السفارة تحت ضغط أدبي. فئة ثانية تأتي للعلاج على حساب الدولة، وحسب النظام المتبع في وزارة الصحة فإنه يحق للمريض أن يأتي معه مرافق واحد، إلا إذا كان طفلا دون السابعة أو امرأة فوق الخامسة والستين فإنه يحق أن يأتي معهما مرافقان، وينص النظام على أن يكون المرافقون من أقارب المريض، وفي حالة كان المريض امرأة فيجب أن يكون المرافق محرما لها. الإشكالية أن المبلغ النثري المصروف من قبل وزارة الصحة يصرف فقط للمريض ولمرافق واحد، ثم يوقف عنهما حين ينوم المريض ومرافقه في المستشفى، وهذا يسبب عجزا ماليا لهذه أو تلك العائلة، لذلك رفعت السفارة بمقترحاتها إلى وزارة الخارجية تطلب فيها رفع قيمة المصروف النثري من 300 إلى 500 ريال يوميا، وأن يتم كذلك الصرف للمرافقين الاثنين وليس لواحد، وأوصينا بعدم قطع المصروف عنهما حين تنويمهما، كما أوصت السفارة بأن ترفع وزارة الصحة للمقام السامي الكريم للأخذ بالتوصيات السابقة حفاظا على كرامة وراحة المواطن السعودي أسوة بما هو معمول به للمرضى من بعض الدول الخليجية الشقيقة، ولا شك أن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله حريص كل الحرص على راحة المواطن السعودي، وإنني واثق من أنه حري بتقديم المساعدة لكل مواطن، فكيف إذا كان ذلك المواطن مريضاً. مبنى الأوبرا في شتوتغارت وأمامه بحيرة البجع في ألمانيا (الشرق – خاص)