بالأمس خسر المنتخب السعودي الأولمبي آخر فرصة له من أجل التأهل إلى الأولمبياد المقبل بعد تعادله مع المنتخب الكوري الجنوبي في الرمق الأخير، وأصبح هذا المنتخب خارج الرهان، وهذه عادة أصبحت مستدامة للكرة السعودية، فلم تعد الكرة السعودية كما كانت في السابق، هناك ضعف واضح في التكوين الأولي، فالكرة السعودية أقرب ما تكون في وقتنا الحاضر إلى (كرة محلية)، فالاهتمام منصبٌ على من سيفوز بالدوري أو الكأس وما عداه كأن الأمر لا يعنيهم، فقد افتقدت الكرة السعودية النجوم واللاعبين الواعدين، فأكثر من يمثلون المنتخبات السعودية في الوقت الراهن لاعبون عاديون لا يمكن أن يجلبوا الانتصارات بل ولا يستطيعون حتى أن يحافظوا على تقدمهم إذا حصلوا عليه، فقد تكرر الموقف مرات كثيرة، فالأمر ليس فيه صدفة بل هو قلة حيلة، وكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه، وهذا ديدن الكرة السعودية خارجياً سواء على مستوى المنتخبات أو حتى الأندية، وأمام الكرة السعودية بعد أيام منازلة صعبة مع أستراليا، والوضع لن يختلف عن السابق. إن الكرة السعودية من خلال منتخبها الأول مرشحة للخروج من الدور الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في البرازيل 2014، وهذا إن حدث سيكون خروجاً يحدث للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ونذكر بأنه بعد التأهل إلى كأس العالم 2006، شهدت الكرة السعودية تراجعاً مخيفاً، وامتد هذا التراجع إلى الأندية فأخفقت كل الفرق السعودية خارجياً وقدمت مستويات هزيلة ومخجلة لا تمثل الواقع الذي يجب أن يكون، فلكل مباراة لدينا تشكيلة جديدة من باب (لعل وعسى) فتزداد الهواة اتساعاً بين وقت وآخر، ومع ذلك ما زلنا نتفرج من دون حلول مبكرة لعلاج هذا الأمر المستحل في عالم هذه المجنونة، ومن مركز عالمي يليق إلى حد ما بواقع الكرة السعودية، فإن الكرة السعودية مرشحة للخروج من تصنيف (المئة) إن لم تكن قد حققته الآن. وفي السابق كان اللاعب طموحه أن يتم اختياره لتشكيلة المنتخب، أما الآن فقد يكون اختياره غير سار بالنسبة له، ونجزم بعدم وجود أي تعاون يذكر بين الأندية والمنتخب كما كان يحدث في السابق، بل إن الأندية تكافح لئلا يتم اختيار نجومها البارزين، كما أن هناك لاعبين لا يلعبون في أنديتهم أساسيين وسرعان ما نجدهم في مقدم المختارين للمنتخب، ولم نعد نجد من ينتقد اختيار التشكيلة لأن النتيجة واحدة وهي تقديم مستويات هزيلة، بل إننا نفاجأ عند اختيار بعض نجوم الأندية بأنهم لاعبون من ورق، لقد أصبح الولاء والحماسة للنادي، أما المنتخب فلم يعد ذلك مغرياً للبعض، وكل هذا يحدث من دون حراك. والمنتخب الأولمبي الذي خرج من المنافسة من الباب الكبير يتدخل فيه مدرب المنتخب الأول الذي يملك بالطبع الصلاحيات، فنجد نجماً كبيراً يلعب مباراة الأولمبي بل ويحمل شارة القيادة، ثم يقوم مدرب المنتخب بتفريغه للنادي لأنه يحتاجه للفريق الأول، ومثله عديد من اللاعبين فأصبح الأمر مكشوفاً للعيان بين مسؤولي الأندية، فقد أعطيتم لاعبي الفريق المنافس لاعبيه بينما لم تمنحونا لاعبينا، ألم نقل إننا نهتم بالمنافسات المحلية، مبروك على النادي بطولات الموسم المحلية، أما المنتخب فما زال الوقت باكراً ليصبح بطلاً كما كان في السابق. [email protected]