لم تفتقد الكرة السعودية - بعد اعتزال النجوم ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان ومن بعدهما سامي الجابر وحمزة إدريس - الأمل في ديمومة تواصل الهدافين في الملاعب السعودية، خصوصاً بعد بروز نجوم آخرين أثبتوا موهبتهم ال«تهديفية» العالية؛ حتى وصل الأمر إلى الأجهزة الفنية المشرفة على المنتخب الأول «العجز» في اختيار من «الأفضل» من قائمة ال«هدافين»؛ إذ كانت القائمة تطول بأسماء كياسر القحطاني ومالك معاذ وسعد الحارثي وصالح بشير وعيسى المحياني وناصر الشمراني وفيصل السلطان ونايف هزازي ومهند عسيري. وبدا ملحوظاً في استحقاقات الموسم الماضي تراجع مستويات غالبية هؤلاء اللاعبين، باستثناء المهاجم الشبابي ناصر الشمراني الذي نجح في إثبات اسمه بقوة في الموسمين الماضيين؛ كونه لاعباً هدافاً وذا ثبات في المستوى، رغم الإصابة التي لحقت به في الرباط الصليبي نهاية الموسم قبل الماضي. وتحسرت الجماهير السعودية كثيراً لما أفلت نجومية معاذ والقحطاني والحارثي والمحياني وبشير وهزازي وعسيري. ويرى المتابعون أن هبوط الحس التهديفي لهؤلاء النجوم يهدد مستقبل الكرة السعودية، خصوصاً أن لاعبي الوسط والدفاع هم من بات يسجل الأهداف في مرمى المنافسين على صعيد اللقاءات المتعلقة بالمنتخب السعودي، ولعل تعاقد الأندية مع لاعبين أجانب أسهم في زيادة «الشق». وفي الوقت الذي أبرزت فيه الأندية الكبيرة هؤلاء النجوم إلا أن ثمة علاقة مختلفة بين نجاحاتهم في فرقهم الصغيرة وتلاشي نجوميتهم بعد مواسم قليلة من انتقالها إلى الفرق الجماهيرية؛ ما دفع البعض إلى تفسير ذلك بغياب الطموح لدى اللاعب الذي يعتقد أنه بانتقاله إلى ناد كبير قد بلغ مبلغه من الطموح. وبالنظر إلى ياسر القحطاني مهاجم الهلال المنتقل إلى العين الإماراتي فقد كان انتقل من القادسية وسط منافسة بين الهلال والاتحاد لشراء عقده غير أن نجوميته اختفت في الموسمين الماضيين، وكذلك الحال مع مالك معاذ الذي يبدو للمتابعين للمشهد الرياضي أن فتور العلاقة بينه وبين إدارة ناديه الأهلي جعله يقرر الانتقال إلى النصر، في حين أثر تراجع أداء سعد الحارثي في تجديد عقده مع ناديه النصر. في المقابل يؤكد النقاد أن إدارة الأندية، ممثلة في أجهزتها الفنية والإدارية، أخفقت في دورها لإخراج اللاعبين من نفسياتهم، سواءً بداعي الإصابة أو ظرف طارئ مرّوا به؛ فالأندية لم تجد التعامل مع هؤلاء النجوم، وربما تخوفها من الغضب الجماهيري الباحث عن الفوز والربح الآني أثر في أداء نجومها في الموسم الماضي، فيما يرى البعض الآخر أن في الأندية مَن يحارب النجوم ويرغب في أن يمارسوا وحدهم أدواراً بطولية. وتنتظر الجماهير السعودية عودة المهاجمين السعوديين إلى مستوياتهم المعروفة، خصوصاً أن المنتخب السعودي مقبل على مرحلة مهمة بشأن التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، إضافة إلى مهمات الأندية في المشاركات الخارجية، على أن تتوحد جهود وقوى الأطراف الثلاثة «الجهازين الفني والإداري واللاعب»؛ ليمارس كل منهم الاحترافية الممكنة، وليتمكن الأخير من العودة إلى سابق عهده مسجلاً للأهداف.