بنغازي (ليبيا) - أ ف ب، رويترز - بدأت أمس في بنغازي شرق ليبيا أول محاكمة لمؤيدين لنظام معمر القذافي الراحل وتشمل 41 شخصاً متهمين ب «التآمر على الثورة الليبية». وقال القاضي علي حمدي في افتتاح الجلسة العلنية التي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة: «نبدأ المحاكمة الأولى المتعلقة بثورة 17 شباط (فبراير)». واعترضت هيئة الدفاع التي تضم حوالى 15 محامياً على إجراء المحاكمة أمام محكمة عسكرية لأن معظم المتهمين مدنيون. ومؤيدو القذافي متهمون خصوصاً «بدعم النظام السابق ضد الثورة الليبية التي بدأت في 17 شباط» وتشكيل «عصابة بهدف ارتكاب أعمال إجرامية» ومساعدة معتقلين على الفرار من سجونهم. إلى ذلك، نفى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبدالجليل أمس تصريحات نشرتها صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ونسبت إليه قوله إن «الإسلاميين يزعجون الليبيين قبل أن يزعجوا الغرب»، مؤكداً أنه جرى تحريف كلامه. وقال عبدالجليل في تصريح نقلته وكالة الأنباء الليبية: «أجرت معي صحيفة لوفيغارو الفرنسية الأربعاء الماضي لقاء مطولاً ومن ضمن الأسئلة التي وجهت لي سؤال عن مدى تخوف العالم من سيطرة الإسلاميين في ليبيا مثلما سيطروا في مصر وفي تونس، فقلت إن المجتمع الليبي مجتمع مسلم، وأن 90 في المئة من الليبيين إسلامهم وسطي ولا يشكلون خطراً على أي أحد، أما المتطرفون يميناً أو شمالاً فهؤلاء لا يمثلون إلا 5 في المئة من كل جانب، وهم من سيشكلون خطراً على الليبيين قبل العالم». وأضاف: «لاحظت في الشريط الإخباري بقناة ليبيا الأحرار بأنني قلت إن الإسلاميين يشكلون خطراً على الليبيين قبل العالم فهذا القول غير صحيح، وما ذكرته أن المتطرفين هم الذين يشكلون خطراً على الليبيين قبل غيرهم، أما الإسلاميون، فأمر واضح أن ليبيا دولة مسلمة ووسطية». وجاء في ما نشرته صحيفة «لوفيغارو» نقلاً عن عبدالجليل قوله إن «الإسلاميين يزعجون الليبيين قبل أن يزعجوا الغرب. الإسلام المعتدل هو الذي سيسود في هذا البلد. 90 في المئة من الليبيين يريدون إسلاماً معتدلاً، وهناك خمسة في المئة من الليبراليين وخمسة في المئة من المتطرفين». من جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية الرسمية أمس أن بكين أرسلت فريقاً من مسؤولي الحكومة والشركات إلى ليبيا للبحث في جهود إعادة الإعمار بعد الحرب وكيفية حماية الأصول الصينية. وقالت الوكالة إن الفريق الذي يقوده رئيس قسم الاستثمار الأجنبي والتعاون الاقتصادي في وزارة التجارة وانغ شينيانغ سيقوّم الضرر للأصول الصينية في ليبيا ويتحدث مع المسؤولين الليبيين في شأن المشروعات غير المكتملة. ولفتت إلى أن الفريق الذي تستمر زيارته حتى الأربعاء يضم ممثلين لشركات صينية مشاركة في مشاريع خصوصاً في مجالات التشييد والسكك الحديد والسدود والطاقة والاتصالات. وبين الشركات الممثلة مؤسسة هندسة البناء الحكومية ومجموعة جيجوبا وشركة هواوي للتكنولوجيا - وهي أكبر شركة صينية لإنتاج معدات الاتصالات - وشركة «زي تي أي». وتقول بكين إن شركاتها منيت بخسائر اقتصادية فادحة نتيجة الحرب الأهلية في ليبيا. وأصبحت الصين قلقة بصورة متزايدة على سلامة مواطنيها وممتلكاتها في الخارج بعد خطف عشرات من العمال الصينيين في السودان ومصر.