كان من الضروري الاستماع إلى الطرف الآخر، وهي دور النشر، السيدة يوديت كريج من دار نشر أولدنبورج، أكدت حرص الدار على تطبيق التوصيات الواردة في الدراسة، ابتداء من الإصدارات المقبلة بصورة أفضل، وأشارت إلى أن مؤلفي دار النشر يسعون إلى تطبيق التعليمات الواردة من وزارة التربية والتعليم بشأن المناهج التعليمية، وأن هذه التعليمات تحدد المواضيع، ومتى يدرسها الطالب. وعلى وجاهة الرد، لكنه لم يشر إلى أن هذه التعليمات، لا تفرض على دار النشر كيفية عرض المواضيع، وهذه هي النقطة الجوهرية في النقد، لأنه لا اعتراض على تناول حجاب المرأة المسلمة، المهم ألا يرد باعتباره تقليداً خاصاً بالأجنبيات وحدهن، لأن هناك ملايين المسلمات الألمانيات اللاتي يرتدينه، ولذلك فإنه لم يعد ظاهرة قادمة من الخارج، وهو الأمر الذي أكده الرئيس الألماني كريستيان فولف، حين قال بوضوح: «الإسلام جزء من ألمانيا». من جانب آخر، أوضحت دار النشر أن هناك جوانب إيجابية كثيرة في الكتب المدرسية التي تصدرها، وهو الأمر الذي أشادت به الدراسة أيضاً، علاوة على نشر كتب لتدريس التربية الإسلامية لأطفال المسلمين في المدارس الألمانية. وذكرت السيدة كريج أن دار النشر لا تتفق مع كل ما ورد في الدراسة من نقد، مثل الاتهام بتجاهل عنصر الزمن في تناول التاريخ الإسلامي، ووصف أوضاع المسلمين، وقالت إن الفصل الذي يتناول الإسلام في كتاب مادة التاريخ، يقع في 38 صفحة، ويتعرض لمراحل التاريخ الإسلامي من نشأته وحتى العصر الحاضر، بل ويقدم الرؤية المسيحية للحروب الصليبية مثلاً، وفي المقابل يقدم نصوصاً كتبها مسلمون عن الفترة نفسها، حتى يتعرف الطالب على الرؤيتين. وعلى رغم عدم إمكان إعفاء دار النشر تماماً من المسؤولية، فلابد من السؤال عن دور السلطات التعليمية في اعتماد كتب مدرسية، فيها هذه التجاوزات، وإذا أريد إساءة الظن فيمكن القول إنها متعمدة، وإذا أحسن الظن اعتبرت إنها ناجمة عن عدم الدقة، أو عدم إدراك ما بين السطور من إيحاءات، لا تدعم التعايش السلمي بين طوائف المجتمع، من مختلف الأديان والأعراق. ولا يمكن تجاهل أن من تحمل نفقات هذه الدراسة هي وزارة الخارجية الألمانية، ومن قام بها هم علماء في مؤسسة أكاديمية أوروبية، وجرى عرض نتائج الدراسة في مؤتمر صحافي حضره مسؤولون حكوميون، فلابد من الاعتراف بأن هناك رغبة في تصحيح الأوضاع، وعدم الاستمرار في تقديم هذه الصورة غير الإيجابية عن المسلمين. الإسلام في الحاضر داخل إطار «النزاع»... والحديث عن المسلمين ب«هُم»! تحذير من نشر «الإسلاموفوبيا» في المدارس... ومطالبة بالاعتراف ب«فضل العرب والمسلمين» مطالبة بكتب بلا «أفكار غوغائية» مسلمو ألمانيا يريدون المزيد كتاب بريطاني يكلّف الطلاب ب«رحلة خيالية» من لندن إلى بغداد في العصور الوسطى