تطرّق الحوار الذي أجرته "الحياة" مع وائل غنيم إلى موقفه من القائلين بأن "ثورة 25 يناير" جرى "اختطافها" من قبل أطراف معينة، كجماعة "الإخوان المسلمين". إذ تعتبر هذه النقطة محور تساؤلات واسعة يجري تداولها في الغرب حاضراً، في سياق نقاش عما اذا كان "الربيع العربي" الذي يحتفل بعامه الأول، جاء لمصلحة الدول الغربية أم لا. في هذا الصدد، قال غنيم: "أعتقد بأن من هم غير سعداء حاضراً، والذين يعتقدون بأن الثورة جرى اختطافها، هم أنفسهم الذين كانوا يدعمون حسني مبارك لأكثر من 30 عاماً". وأضاف: "لقد صوت كثيرون ل"الإخوان المسلمين" و"حزب النور" السلفي، لأنهم يتمتعون بسمعة جيدة. لقد سئم الناس الفساد وإنعدام الأمانة". ثم إستطرد قائلاً: "خلال خمس سنوات، لو فشل هؤلاء الأعضاء المنتخبون في إيجاد حلول لقضايا البلاد، فلن يصوت الناس لهم مجدداً". وقال: "لم نعمل على إجبار الناس في إختياراتهم بشأن من يتولى السلطة، بل عملنا على القول للشعب المصري بأنه من الآن فصاعداً لدينا الصلاحية بأن نتخذ قرارتنا بأنفسنا". وأشار أيضاً إلى أنه بفضل حرية الإختيار، تتمتع مصر للمرة الأولى منذ 60 عاماً، ببرلمان منتخب ديمقراطيا". وأكّد غنيم أنه صوّت فعلياً، إلا انه تحفّظ عن ذكر الشخص أو الجهة التي أعطى صوته لها، مُشيراً إلى أنه رفض دوماً الإستجابة لمن سأله النصح بشأن المرشح الذي يجدر التصويت له. "مصرنا": مجموعة ضغط يأخذ البعض على غنيم تجنّبه الخوض في السياسة، لدرجة انه يُفضل حتى عدم وصف نفسه ب"الناشط"! كما يأخذ عليه إصراره على عدم نسب إنجاز الثورة لنفسه. وعلّق غنيم على هذا الأمر بأنه لم يشارك في الثورة لتحقيق مصالح شخصية، كما ان نسب الثورة لنفسه يظلم كثيرٌ ممن نظّموا وعملوا على الأرض، وشاركوا في الثورة. ويُشار إلى أن كتابه "ثورة 2.0" يوثّق أيضاً مدى انشغال غنيم بالتنظيم لتحركات رافقت "ثورة 25 يناير". لكن رفض غنيم، سواء أكان بغرض التواضع أم غيره، القول بأن دوره كان بارزاً في الحوادث التي شهدتها مصر العام الماضي، فإن ذلك لا يعني بأن الكثيرين يعفوه من المسؤولية التي يرون انها تقع على عاتقه، بحكم انه ساهم في تغيير وضع سائد كان له حسناته وسيئاته. وشدّد غنيم على أن لا يزال على موقفه بعدم الترشح شخصياً لمناصب السياسة، مُشيراً إلى إنخراطه أخيراً في العمل على تأسيس جماعة ضغط جديدة تحمل إسم "مصرنا". ويسعى هذا "اللوبي" حسب موقعه الرسمي "مصرنا. أورغ" masrena.org للانتقال بمصر إلى الوضع الذي تفكّر به أذهان الشباب في مصر. كما يعمل غنيم حاليا كذلك على تأسيس مشروع خيري يحمل اسم "نبضات" يعمل على مكافحة الفقر عبر تشجيع التعليم والتكنولوجيا. وتنشر "الحياة" لقاءً مطوّلاً مع وائل غنيم يوم الثلاثاء، ضمن صفحة معلوماتية وإتصالات