بعض الأئمة يبكي بكاء شديداً وينحب أيضاً، وهناك من يؤاخذه على ذلك ويرى أنه تكلف، فما حكم هذا العمل؟ وأيضاً ما حكم من يؤاخذ الإمام على هذا العمل؟ - أما الشيء الذي يأتي بغير تكلف، ويكون بكاء برفق لا بشهيق كبير، فهذا لا بأس به، وهو من الأمور التي تدل على لين قلب صاحبها وكمال خشوعه وحضور قلبه، وأما المتكلف فأخشى أن يكون هذا البكاء من الرياء الذي يعاقب عليه فاعله ولا يثاب عليه، كما أن بعض الناس تجد الإمام في قنوت الوتر يأتي بأدعية طويلة بأساليب غريبة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتكون فيها مشقة على المصلين أو بعضهم، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يختار من الدعاء أجمعه ويدع ما سوى ذلك، والذي أنصح به إخواننا الأئمة هو ألّا يطيلوا القنوت هذا الطول الذي يشق على الناس، ويأتون فيه بأدعية غريبة مسجوعة، وخير الكلام ما قل ودل، وأن يأتي الإنسان بالشيء على الوجه المشروع الذي لا يملّ الناس، أفضل من أن يأتي به على وجه يملّهم. بعض المأمومين يحضر مصحفاً في رمضان لمتابعة الإمام في صلاة الليل، وربما يكون الإمام لا يحتاج إلى من يفتح عليه لأنه يقرأ من مصحف أيضاً، فما حكم ذلك؟ - الذي نرى، أن المأموم لا يحمل المصحف إلا للضرورة، مثل أن يقول الإمام لأحد من الناس: أنا لا أضبط القراءة، وأريد أن تكون خلفي تتابعني في المصحف، فإذا أخطأت ترد على. أما فيما عدا ذلك فإنه أمر لا ينبغي، لما فيه من انشغال الذهن، والعمل الذي لا داعي له، وفوات السنة بوضع اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر، فالأولى ألّا يفعله الإنسان إلا للحاجة كما أشرت إليه. هل هناك فوارق بين الأداء والقضاء في شهر رمضان؟ - نعم، بينهما فوارق عظيمة، أولاً- القضاء موسع إلى رمضان الثاني، والأداء مضيق لا بد من أن يكون في شهر رمضان. ثانياً- الأداء تجب الكفارة في الجماع فيه، بينما القضاء لا تجب الكفارة في الجماع فيه. ثالثاً- في الأداء، إذا أفطر الإنسان أثناء النهار بلا عذر فسد صومه، ولكن يلزمه الإمساك بقية اليوم احتراماً للزمن، أما في القضاء فإذا أفطر الإنسان أثناء اليوم فسد صومه ولكن لا يلزمه الإمساك؛ لأنه لا حرمة للزمن في القضاء، إذ إن القضاء واسع في كل الأيام. ما حكم من مات وعليه قضاء من شهر رمضان؟ - إن مات وعليه قضاء من رمضان فإنه يصوم عنه وليه وهو قريبه أو وارثه، لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه». فإن لم يصم وليه أطعم عنه عن كل يوم مسكيناً.