دخل الصيام ورمضان في حياة ملايين المسلمين منذ قرون، حتى غدا واحداً من المفردات التي تتجاوز الفريضة السنوية إلى أمثال وأقوال يتردد صداها طوال العام. ومن بين الأمثال العربية والشعبية الرائجة في هذا الصدد، قولهم للشيء الممل إنه «أطول من شهر الصوم»، فيما يقدحون في ذلك الذي يخلط المواضيع ببعضها بأنه «يُدخِل شعبان في رمضان». أما إذا أراد المتحدثون العرب نعت أحدهم بالخواتيم السلبية رموه بالقول: «صام حولاً ثم أفطر على العظم». أو«صام وأفطر على بصلة»! ويقولون لتهوين الأشياء: «الشهر إن هل زل». وإذا أراد أحدهم أن يبشر بأن الأيام المقبلة قد تكون أكثر سعادة من الحاضر تسمعه يقول: «متى ما عشّر بشّر»، وإذا أحس الصائم بالجوع يرمز إليه بقوله: «صاحت عصافير بطنه». وتقول المرأة المسنّة التي لم تقطع صيامها بأي عذر شرعي بعد إكمال شهر الصوم: «الحمد لله.. صمته رجل وأفطرته رجل». واعتادت بعض الشعوب الإسراف في رمضان، وإعداد طعام كثير يزيد عن حاجتها، خصوصاً إذا حلّ في منزل أحدهم ضيوف على الأسرة ولا يبالي بوفرة الطعام حتى وإن زاد عن الحاجة حتى يقول عنه البعض: «ذبح خروفين والضيوف اثنين». وعلى النقيض من ذلك يقولون: «رمضان عذر البخيل». وبعد أن كان الإنسان يتشبه بالحيوان فيقال: «سخاء الديك، وتحنن الدجاجة، وقلب الأسد، وروغان الثعلب، وصبر الكلب، وحراسة الكركي، وحذر الغراب، وهداية الحمام»، يقول الأطفال لبعضهم عندما يسألونهم عن صيامهم في رمضان: «نحن نصوم صيام الضب، ولا نعب الماء عب». ويرمزون إلى أن الضب يتحمل العطش والحر، ويقول الآخرون: «نحن نصوم صيام السحلية، وما نجده ندخره حتى العشية». وتجد كثير من الناس يرددون: «رمضان شهر الخير» لكثرة أعمال الخير في هذا الشهر الفضيل، إذ يخرج أصحاب الأموال زكواتهم ويتصدقون ويتعافى الناس في ما بينهم. وهناك أمثال شعبية تحمل معان مختلفة كأن يقول أحدهم: «ما يبكي على رمضان ولكن يبكي على طبخاته»! ويقول آخرون: «فراقه عيد» كأن يتفاءلون بقدوم العيد بعد انقضاء شهر الصيام. ومن الأمثلة الشعبية الجزائرية يقولون: «من محبتك يا رمضان نصوم عواشرك»، ويقال لمن أفسد صومه بشيء ما:«صائم على ضرسة وفاطر على خمسة».