تمد الورود والنباتات الزاهرة بأنواعها كافة، الإنسان بمشاعر ملؤها البهجة، وتضفي على نمط الحياة البائس معاني التفاؤل والحيوية والسعادة، وهذا ما يجعل الكثير من الناس، خصوصاً أصحاب الجداول اليومية المليئة بالعمل الشاق، يكثرون ارتياد محال بيع الزهور أو محال «المشاتل» كعيادة طبيعية لراحة الأعصاب من إرهاق العمل. وأوضح أحمد السيوسي العامل بمحل حدائق، أن جميع الورود التي تصلهم طبيعية فهي مستوردة من (هولندا)، وتجد عناية فائقة طوال رحلتها إلى المملكة. وعن أبرز هذه النباتات قال: « زهرة الأوركيد التي تصلنا من (هولندا) هي زهرة باهظة الثمن، حيث تقدر الزهرة الواحدة منها ب 200 ريال، وقد تكلف الباقة من زهرة الأوركيد ما مقداره 2000ريال إذا افترضنا أن في الباقة الواحدة 10 زهرات». وأضاف « تليها زهرة «الهيلوكونيا»، وهي أيضاً من (هولندا) إذ تقدر الزهرة الواحدة ب 150 ريالاً , كذلك «الديكو»، حيث تكلف الباقة الواحدة ما مقداره 500 ريال» . من جهته، أكد عبده عسيري، وهو مدير محل حدائق، «أن هناك أشجاراً صناعية تنافس تلك الطبيعية، وتتراوح أسعارها بين ال60 وال 70 ألف ريال، والسبب في ارتفاع أسعارها، يعود إلى «ماركتها»، وكذلك حجمها ولباسها وهي ذات جودة عالية» . زوجة القنصل العام للسفارة اليابانية في محافظة جدة ماريكو بوشيدا، والتي صادفتها «الحياة» تتنقل بين باقات الورود، باحثةً عما يناسبها منها، تقول : «آتي إلى هنا للتسوق وشراء الزهور، ويكون ذلك في حين وجود مناسبة أو حفلة في منزلي، وأرتاد محل الزهور مابين مرة إلى مرتين في الشهر. (ماريكو) تحاول اقتناص زهور ذات حجمٍ ومظهر غريبين، وأضافت: « أنا لا أحب تلك الزهور ذات الأوراق الكبيرة، بل أفضل الورود الصغيرة كزهرة الليمون، كما أني أقوم بترتيبها ووضعها في المنزل بنفس ذلك الترتيب الذي نتبعه في بلادنا ( اليابان) ونحن نسميه بمظهر (إيكيبانا)». من جانبه، أوضح المدير العام لإدارة الحدائق والمرافق البلدية في أمانة محافظة جدة بهجت حموة أن دور مشاتل المدينة كبير وفعال، لكونها تشكل أهمية كبرى لعملية التشجير. وقال: « لدينا ثلاثة مشاتل تابعة لأمانة جدة وهي تقوم بدور كبير، فهي مكان لتجربة الأنواع النباتية الجديدة من حيث طرق تكاثرها المختلفة، إضافة إلى أنه مخزن للنباتات بأحجامها وأعمارها المختلفة، ففي حال تأثر أي شجرة في المدينة بسبب الحوادث أو الأمطار أو غيرهما نقوم باستبدالها وترقيع موقعها من طريق هذه المشاتل، كذلك هناك عملية إنتاج «المزيرات» الحولية كالزهور التي تزرع في بعض المواقع فهذه العملية تعتبر دعماً لعقود الصيانة، فجميع الشجيرات التي تزرع بمدينة جدة هي من هذه المشاتل». ونوه حموة بأن الأمانة تعمل تقريراً بشكل شهري يرصد كمية إنتاج المشاتل وكمية الصرف، إضافة إلى أن هناك العديد من الجهات الحكومية تقوم بتشجير المناطق الخاصة بهما، و تقوم بلديات المحافظات بالاستعانة بهذه المشاتل في تشجير مناطقها فكمية الصرف جيدة جداً. وانتقد حموة بعض السلوكيات الخاطئة التي ترتكب بحق هذه الأشجار ومن أبرزها، سقي الأشجار بمياه الصرف الصحي غير المعالجة، وقال: «سقي الأشجار بمياه الصرف الصحي غير المعالجة خطأ كبير، وخطر على النباتات بجميع أنواعها، فلابد أن تكون المياه معالجة ، وهناك إدارة متابعة الناقلات بالأمانة، فهي تقوم بمتابعة الناقلات التي تفرغ مياهها في الحدائق أو الأرض البراح، وعند ملاحظتها لأي ناقلة تقوم بهذا الأمر يتم احتجازها ومعاقبة المخالف ونحن نرصد الكثير من المخالفات من هذا النوع، فهم يقومون بتفريغ ناقلاتهم في ساعات متأخرة من الليل أو في أوقات الصباح الباكر محاولين استغلال عدم تواجد الأجهزة المعنية». ولفت إلى أن هذه المخالفات لها آثار على المزروعات وكذلك شبكات الري . وحول مصدر مياه أشجار مدينة جدة، أجاب حموة بأنها تؤخذ من محطات التنقية الخاصة بشركة المياه الوطنية ، مفيداً أن مقاولي الزراعة لديهم تصريح بأخذ المياه من هذه المحطات، واستخدامها لسقي الأشجار، لا سيما أن مدينة جدة تختلف عن بقية المدن الأخرى، فالمياه الجوفية فيها أكثر نسبة ملوحة وغير صالحة للمزروعات».