بلغ اللاعب محمد نور درجة عالية من النضج الكروي، اتضحت جلياً في مباراة السعودية وإيران، فالمباراة حفلت بضغوط نفسية عالية، استناداً إلى الوضع النقطي ل «الأخضر» إضافة إلى ضغوط الجماهير وحضور الرئيس الإيراني، فضلاً عن أخطاء الحكم المتتالية وتقدم الإيرانيين بهدف، وفي خضم كل تلك الظروف كان نور نعم القائد، إذ تميز بالهدوء النفسي والتركيز داخل المستطيل الأخضر والابتعاد عن الاعتراض على الحكم والقتالية العالية، وكلها خواص مطلوبة للقائد الميداني. شخصياً كتبت عن محمد نور غير مرة، وقبل أن ينضم إلى «الأخضر» وقبل صدور القرار الفني بضمه، على رغم أنني انتقدته مرات عدة في مرحلة ماضية يوم لم يكن في يومه. نور نموذج للاعب الذي يستفيد من الانتقادات واللاعب الصلب الذي لا تكسره ظروف أو معطيات خارج المستطيل الأخضر، فهو مر بضغوط كثيرة ومتعددة في مسيرته لا تخفى على القارئ ولا على الوسط الرياضي، ولكنه تجاوزها ليؤكد أنه بلغ قمة النضج الكروي الذي يعيشه حالياً، والذي نؤمل بأن يستمر عليه، وأن يحذو حذوه غيره من النجوم الذين يتعرضون للانتقادات. حديثي عن نور اللاعب ليس لامتداحه بشكل خاص عن بقية زملائه النجوم، فجل المجموعة التي لعبت أمام إيران قدمت أفضل وأجمل عطاءاتها ولكنني أتحدث عن نور هنا كحالة خاصة للاعب تميز ب «الصلابة النفسية» التي ربما لو توافرت لغيره لاستمروا في الملاعب فترة أطول. وطالما أن الحديث عن «الأخضر» فيجب أن تؤجل الجماهير فرحتها الى ما بعد مباراة الامارات، فإذا كانت نقاط إيران الثلاث هي الأغلى في التصفيات عطفاً على المنحنى الذي كان يمر به المنتخب السعودي فإن نقاط الامارات ستكون الأجمل والأحلى على اعتبار أنها ستقربنا خطوة أخرى باتجاه التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010.