تامبا (فلوريدا) – رويترز، أ ف ب - حقق ميت رومني انتصاراً كبيراً في الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا، ما أعاده الى الصدارة في معركة الفوز بترشيح الحزب لمواجهة الرئيس الديموقراطي باراك أوباما في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. لكن منافسه نيوت غينغريتش تعهد مواصلة المعركة. وحصل رومني على نحو 47 في المئة من اصوات الجمهوريين في فلوريدا، في مقابل نحو 32 في المئة لغينغريتش، في أكبر سباق بين الجولات الأربع السابقة للحزب الجمهوري التي أجريت حتى الآن، والتي شهدت فوز رومني في نيوهامبشير ايضاً، واحتلاله المركز الثاني في أيوا وساوث كارولاينا. وسمح ذلك لرومني، الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس والذي تتسم حملته بالتمويل السخي والتنظيم الجيد، بالتعافي من هزيمته أمام غينغريتش في انتخابات ولاية ساوث كارولاينا التي أجريت في 21 كانون الثاني (يناير) الماضي. وباتت كفته ارجح للفوز بالترشيح الجمهوري، في وقت يشهد الحزب انتخابات تمهيدية في سبع ولايات اخرى هذا الشهر، اولها في نيفادا السبت المقبل. تعميق الانقسام لكن الانتصار في فلوريدا قد يعمق الانقسام بين الجمهوريين الذين يؤيدون رومني وناخبي الحزب المحافظين الذين يؤيدون غينغريتش رئيس مجلس النواب السابق، ما قد يعقد جهود الحزب الجمهوري للفوز على أوباما في سباق الرئاسة. وقال رومني: «مع تواصل الانتخابات التمهيدية يراقبنا خصومنا الديموقراطيون، ويريدون ان يشعروا بالراحة لإعتقادهم بأن حملتنا الانتخابية ستجعلنا منقسمين وضعفاء، لكني اقول لهم ان المنافسات التمهيدية لن تقسمنا وستجعلنا نستعد للفوز». وركز رومني على معالجة مشاكل الاقتصاد ومعدل البطالة البالغ 9.9 في المئة في فلوريدا، وأصر على أن خلفيته كمدير سابق لشركة استثمار مباشر تعطيه ثقلاً اقتصادياً لمساعدة البلاد في توفير فرص عمل. لكن المحافظين في فلوريدا انتقدوا تردده إزاء قضايا كبيرة، وافتقاده قوة الشخصية. ولا يزال رومني يتأخر بفارق بسيط عن غينغريتش في بعض استطلاعات الرأي على مستوى البلاد. لكن محللين كثيرين يعتقدون بأن انتصاره بفارق كبير في فلوريدا يعزز وضعه باعتباره الأوفر حظاً لكسب ترشيح الحزب الجمهوري. ورأى بيتر براون، الخبير السياسي في جامعة «كوينيبياك» ان الفوز الثاني لرومني سيحتم جمعه مزيداً من الاموال في الاسابيع المقبلة، «إذ من المعروف ان المانحين يدعمون الرابحين ويتخلون عن الخاسرين». «الثلثاء الكبير» لكن غينغريتش (68 سنة) بدا عازماً على متابعة المعركة وخوضها في كل ولاية، وقال: «سنفوز وسأكون مرشح الحزب في آب (اغسطس)»، من دون ان يتوجه بأي تهنئة لرومني. وأضاف: «سلطة الشعب ستهزم سلطة المال في الشهور الستة المقبلة»، فيما رجح الخبير براون ان ينتظر غرينغريتش «الثلثاء الكبير» في 6 آذار (مارس) والذي يشهد تصويت 11 ولاية بينها ولايات محافظة في الجنوب تتجاوب مع خطاب غينغريتش لتحقيق انتصار. وحاول غينغريتش جمع اموال جديدة على الفور بعد جولة فلوريدا، وكتب على موقع «تويتر: «لا تزال هناك 46 ولاية، قدموا هبات اليوم لمساعدتنا في هزيمة نظام اوبامني الصحي»، في تلاعب كلامي مسيس يجمع بين اسمي اوباما ورومني، وإصلاح النظام الصحي الذي ينتقده كثيراً خصومهما. وكان المرشح الجمهوري حسن مواقعه مرتين خلال هذه الحملة، وحاول استمالة آراء المجموعة المحافظة المتشددة من «حزب الشاي»، ودعا المسيحي المحافظ ريك سانتوروم الى الانسحاب من المنافسة لمصلحته. واللافت ان استطلاعاً للرأي نشره معهد «غالوب» هذا الاسبوع كشف ان رومني سيخوض منافسة محتدمة افضل مع اوباما على المستوى الوطني، بنسبة 48 مقابل 47 في المئة للرئيس المنتهية ولايته، في حين سيتقدم اوباما بفارق كبير جداً على غينغريتش (54 مقابل 40 في المئة). وقالت الخبيرة سوزان ماكمانوس ان الناخبين يعتبرون رومني مؤهلاً اكثر لمواجهة اوباما، «إذ يعتقدون بأنه اكثر قدرة على معالجة الاقتصاد» وهو الملف الذي يحظى بأكبر مقدار من الاهتمام.