واجه القاصان محمد المزيني وخالد اليوسف ما أسموه بالاختبار المفاجئ، عندما داهمتهم مديرة الأمسية الدكتورة زينت الخضيري، في أمسية أقامتها جماعة السرد في النادي مساء الاثنين، بما يشبه المساءلات وفق صيغة حوارية متتالية حول فن «القصة القصيرة جداً». وعلى رغم أن القاصين المزيني واليوسف ألقيا نماذج من هذا النوع الملتبس في الأمسية، إلا أنهما وجها نقداً شديداً لاستسهال الكتابة فيها في المملكة، فالأول وصف القصص السعودية القصيرة جداً ب «الخربوطة»، وقال إن كثيراً ممن يكتبها لم يدخلوا كتابة القصة من أبوابها بل من النوافذ، مؤكداً أنهم مقلدون وغير مبتكرين، وذوي خلفيات ضعيفة جداً في الكتابة، ومسيرتهم تشهد حالة من التخبط، إذ يكتبون وفق نهج من سبقهم وليس وفق نهج معرفي محدد يحظى بالعناية والدراسات والتحكيم النقدي، فيما اتهم اليوسف بعض الناشرين السعوديين بأنهم ورطوا الساحة الأدبية بمجموعات قصصية في السنوات القليلة الماضية لا تحمل سمات القصة القصيرة جداً، وبخاصة من كاتبات شابات، في اهتمام بالكم على حساب الكيف، واتهم مواقع في شبكة الانترنت مثل موقع «القصة العربية» الذي يديره القاص جبير المليحان، وموقع «جسد الثقافة» المهتم بالقصة، بأنها ساهمت في انتشار قصص ضعيفة، إضافة إلى أن هذه المواقع يطغى عليها أسلوب المجاملة والشللية. في بداية الأمسية أشار المزيني إلى أن كتابة القصة القصيرة جداً «من أصعب الكتابات السردية، تنضج من عمق التجربة والمعرفة والتأمل الفلسفي، وتأتي بعد مراحل من الكتابة وتجلّي البيان، وليست مجرد كلمات قليلة وافتعال مفارقة»! وسمى المزيني القاصين جبير المليحان وعبد العزيز الصقعبي كأول من كتب القصة القصيرة جداً على مستوى المملكة. ورد المزيني معقباً على من اعتبر نقده للقصة القصيرة جداً وكتابته تناقضاً! «اكتبها محاولة مني نحو تحقيق التكامل وإجادة الكتابة وتحقيق النضوج المعرفي». من جانبه، أشار اليوسف، بعد أن قدم ما يشبه التطواف السريع لتاريخية القصة القصيرة في الوطن العربي أشاد فيها بالجهود الشخصية في الكتابات المغاربية، إلى أن القصة القصيرة جداً تخلو في السعودية من أية دراسات وأبحاث ترفدها، ملقياً باللوم في ذلك على الجامعات التي تراخت في دراستها أو التوجيه لها في رسائل التخرج في الماجستير والدكتوراه، إضافة إلى غياب النقد أصلاً من التطرق للقصة القصيرة.