اتساقًا مع النهج الذي اختطه مؤتمر الأدباء السعوديين لنفسه منذ دورته الأولى من تقديم بعض الإصدارات الجديدة بالتزامن مع فعاليات المؤتمر، فقد أعد مؤتمر هذا العام المنعقد في الرياض، بعض الكتب الجديدة من بينها كتاب جامع لكل الأجيال القصصية، وهو أول (أنطولوجيا) للقصة القصيرة في المملكة العربية السعودية. قام بتأليفه الباحث والقاص والروائي خالد أحمد اليوسف، المعروف باهتمامه المتواصل بالسرد بأنواعه في السعودية وفي غيرها من البلدان الخليجية، وقد اعتكف من أجله قرابة ثلاثة أعوام متتالية، كي يصل إلى مرحلة الاكتمال والرضا، وقد وقع الكتاب في حدود ثمانمائة وأربع وستين صفحة. يختص هذا الكتاب بالقصة القصيرة في السعودية، أي أنه كتاب معني بالأحياء من كتاب القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية، ومن أبرز هؤلاء الكتّاب: إبراهيم الناصر، عصام خوقير، طه الصافي، يحيى الساعاتي، محمد علي قدس، محمد الشقحاء، حسين علي حسين، جار الله الحميد، عبدالله العريني، جبير المليحان، ناصر الجاسم، منصور المهوس، محمد النجيمي، إبراهيم شحبي وغيرهم، غير غافل في الوقت نفسه ما كتبه الراحلون من قصص قصيرة متميزة متفوقة، موردًا ذكر هؤلاء الكتّاب وغيرهم في صفحات الكتاب دون تمثيل أو ترجمة لهم؛ ومن أبرز هؤلاء: عبدالعزيز مشري، سباعي عثمان، عبدالله بامحرز، عبدالله جفري، عبدالله السالمي، عبدالله سعيد جمعان، هديل الحضيف. اليوسف وجّه كتابه إلى القرّاء المعنيين بالقصة القصيرة، وإلى الدارسين والباحثين، وإلى المعلمين والأكاديميين الذين يرغبون اختيار النماذج المناسبة للطلاب، حيث بذل المؤلف جهدًا مضاعفًا في الاختيار روعيت فيه الجوانب العلمية والأدبية والثقافية، فضلاً عن مشاركة الكتّاب أنفسهم في هذا الاختيار. بلغ عدد الذين ترجم لهم واحدًا وتسعين ومائة (191) كاتبًا وكاتبة، بالإضافة إلى أن المؤلف كتب دراسة في مقدمة الكتاب وقعت في ثلاث وعشرين صفحة، كانت محاورها تدور حول: لماذا وضع هذا الكتاب؟ وما الفائدة المرجوة من تأليفه؟ وما هي الإجابات على كثير من الأسئلة في هذا الشأن؟ ثم لماذا (الأنطولوجيا) ككلمة ليست عربية تحديدًا، وما مرجعية المؤلف في اعتمادها، والكلمات الأخرى المحتملة؟ ثم مدخل تعريفي بالكتاب، ثم المنهج الذي اتبع في تأليف الكتاب وإعداده، وهي الخطوات التي مر بها منذ البداية وحتى انتهى من تأليفه. ثم تاريخ القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية، وقد وضع المؤلف دراسة متسلسلة التاريخ التطوري والتحوّلي للقصة القصيرة في السعودية، مستشهدًا بكثير من الأحوال والتغيرات والأسماء والمراجع التي أغنت هذا الباب، وأثبتت أن القصة القصيرة في السعودية لا تقل في نتاجها وانتشارها عن غيرها. ثم الدراسة الأخيرة جاءت عن النصوص القصصية والدراسة التحليلية لها، وهي دراسة مستحدثة فصلت في أنواع النصوص الواردة والمطروحة في الكتاب، وأنها جاءت لتساير كل ذائقة على حدة، ولترضي كل المشارب والتوجهات، وهي تثبت أن القاص السعودي استطاع أن يكتب باقتدار وفنية عالية كل بحسب قدرته ومهارته. ثم الترجمة الأدبية والثقافية لكل قاص، ويقابلها النص المتفق على اختياره، وهي مرتبة بحسب حروف الهجاء. ويتوقع أن يحظى الكتاب باحتفاء كبير من كل الأوساط الثقافية والأكاديمية، داخل المملكة وخارجها، نظرًا لأهميته الثقافية والمرجعية، والتاريخية للأدب العربي السعودي. 3 كتب للرسائل الجامعية كذلك أقرّت اللجنة التنظيمية في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث طباعة عدد من رسائل الماجستير والدكتوراة المجازة من الجامعات السعودية، وتتناول الأدب في المملكة وهي: “شعرية السرد في القصة السعودية القصيرة”، للباحثة كوثر بنت محمد القاضي، والكتاب في أصله رسالة دكتوراة نوقشت في جامعة أم القرى. وكتاب “استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر السعودي”، للباحث عبدالله بن خليفة السويكت، والكتاب في أصله رسالة دكتوراة نوقشت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. و“شخصية المثقف في الرواية السعودية”، للباحثة مها بنت عبدالعزيز الشايع، والكتاب في أصله رسالة ماجستير نوقشت في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات. ومن بين الإصدارات كذلك كتاب «لغة الرواية السعودية» وهو عبارة عن دراسة نقدية للكاتبة منى إبراهيم المهويش، وكتاب «اللون في الرواية السعودية» لمريم إبراهيم غباني.