برز الاستفسار حول تسمية القاص جبير المليحان لمجموعته الجديدة ب”قصص صغيرة” الصادرة عن نادي الجوف الأدبي عوضًا عن المعتاد بتسميتها “قصيرة جدًّا” في فاتحة الأمسية التي نظمها المقهى الثقافي بنادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الاثنين الماضي، مما حدا بالمليحان - بعد أن قرأ عددًا من نصوص المجموعة - للقول بأن التسميات تأتي في العادة من خلال النقاد أو المبدعين بعد أن تكون الأعمال الأدبية قد أنجزت بالفعل، مشيرًا إلى أحقيته بوصفه أحد الرّواد في كتابة هذا الجنس الأدبي أن يطلق على كتابته الوصف الذي يراه مناسبًا لها. مبينًا أنّه لا يرى في التسميات الأخرى تسميات أو اصطلاحات خاطئة. الأمر الذي علّق عليه الناقد أحمد سماحه مشيرًا إلى أن مصطلح القصة القصيرة مصطلح ناجز في الدراسات النقدية الغربية، وتم نقله كما هو إلى الأدب العربي، موضحًا أنه سيتعامل خلال نقاشه للمجموعة مع القصص على أنها قصص قصيرة جدًّا. مؤكدًا أنّ جبير يعدّ الرائد الأول للقصة القصيرة جدًّا في السعودية ومشيدًا بلغة المليحان التي وصفها باللغة الشاعرية التي تجنبت السقوط في الغنائية ، مبينًا أن المجموعة تشتغل على فلسفة الأشياء وفلسفة الموقف، إلا أنه أشار إلى أنّ تركيز المليحان على الفكرة واعتنائه بها أثّر على وضوح الحدث في بعض قصص المجموعة. مشيرًا كذلك إلى جانب الفنتازيا المتمثلة في قصة (حلم) والتي تستدعي الدهشة وموجة من العصف الذهني. وعلى خطى سماحة أكدت القاصة فوزية العيوني في مداخلتها على ريادة المليحان لفن القصة القصيرة جدًّا في المملكة، مبينة أنه من الروّاد المبدعين وليس من التقليديين. بينما القاص عبدالله الوصالي لفت الانتباه إلى التمرّد الذي يقف في مقدّمة سمات المجموعة، مؤكدًا أن المجموعة تحتوي على الكثير من التمرّد على الأساليب الكلاسيكية وما بعد الكلاسيكية في القص وتحتفي بالتجريب والتمرّد حتى على الأساليب والأنماط السائدة في المجموعة ذاتها. فيما أشار القاص فهد المصبّح إلى وعي المليحان بكتابته منذ البداية بخلاف الكثير من الكتّاب. متسائلاً عما إذا كان نشر القصص بعد زمن طويل من هذه الرمزية والمكانة الكبيرة التي قارن بينها وبين مكانة الشاعر الكبير محمد العلي. وتساءل القاص ناصر الحسن عن السبب الذي دعا المليحان إلى تكرار شخصية (عبدالله) في العديد من قصصه، وهو الأمر الذي ثار حوله الكثير من التعليق. ورد عليه المليحان بأنه استخدم هذه الشخصية لمعالجة القضايا المركزة والمفتوحة ذات الطابع الإنساني العام.