هاجم مئات من ابناء قبيلة مطير في الكويت، المقر الانتخابي للمرشح إلى انتخابات مجلس الأمة محمد الجويهل وأحرقوه ليل الإثنين بعد ساعة تقريباً من إلقائه خطاباً أمام مؤيديه هاجم فيه القبيلة في معرض انتقاده لمرشح معارض ينتمي اليها. ونقل نواب التقوا الأمير الشيخ صباح الأحمد أمس، «رفضه أي مساس بأي شريحة في المجتمع الكويتي، ومنها القبائل». وقال النائب مبارك الوعلان المطيري، إن الأمير «أكد للنواب انه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية لمن أساء الى القبيلة». وجاءت الحادثة قبل 36 ساعة فقط من فتح صناديق الاقتراع لانتخابات مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي التي يشارك فيها 400 الف ناخب وناخبة لاختيار 50 نائباً للسنوات الاربع المقبلة. وشكلت حادثة الإثنين ذروة موسم انتخابي متوتر، بسبب الخطاب الحاد والفئوي لكثير من المرشحين، واتهامات المعارضة لأقطاب الحكومة السابقة بمحاولة تخريب البرلمان الجديد. وهاجم الجويهل في ندوته مساء الإثنين المرشح الدكتور عبيد الوسمي، وهو من قبيلة مطير، وشتمه بألفاظ نابية، وقال: «اذا كان يعتقد ان قبيلته ستحميه فنحن سندوس على قبيلته». وكانت فضائية «سكوب» المحلية تبث الندوة مباشرة، وفوراً توجه مئات من شبان القبيلة الى المقر الانتخابي في ضاحية «العديلية» وأحرقوه بعدما فر الجويهل وخلا المكان من الحضور. وعند منتصف الليل، تجمع بضعة آلاف من ابناء القبيلة في شوارع العديلية، وحضرت قوات كبيرة من وزارة الداخلية للسيطرة على الموقف، لكن لم يقع احتكاك بينها وبين الغاضبين. ثم جرى اقناع الجمهور بالانتقال الى المقر الانتخابي لقطب المعارضة مسلم البراك، وهو من قبيلة المطير. وقدر الحشد الذي استمر حتى الفجر بثمانية آلاف شخص. وخلال ذلك، توجه المرشح عبيد الوسمي الى منزل وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الصباح وقدم اليه شكوى رسمية ضد الجويهل، باعتبار ما فعله «جريمة أمن دولة ودعوة لهدم دعائم المجتمع الكويتي والتحريض على الكراهية». وجاء في بيان للديوان الأميري، ان «الأحداث المؤسفة التي وقعت مساء الإثنين تعتبر بحق خروجاً سافراً على أخلاقيات الشعب الكويتي ولا تمت بصلة الى عاداتنا وتقاليدنا». واضاف: «في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع الى يوم الانتخابات ليختار الشعب من يمثله لمجلس الأمة القادم والأمل معقود على فترة من الوئام والتلاحم (...) تفاجئنا جميعاً أحداث مؤلمة تنخر في جسد الأمة وتدق إسفيناً في نسيج الشعب الواحد، الى جانب ما تمثله تلك الممارسات من خروج على القانون». وتابع البيان ان الديوان الأميري «اذ يعرب عن ألمه وأسفه لما وقع، فإنه يطلب من الجميع الابتعاد عن كل ما يعكر صفو الأجواء الديموقراطية التي نعيشها، ويدعو الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة والالتزام بأحكام القانون دائماً ونبذ كل ما يؤدي الى تغذية روح الطائفية والقبلية والفئوية وضرب الوحدة الوطنية، ومن يمس القبائل كأنما مس الكويت كلها. وقد صدرت التعليمات اللازمة لاتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة بمحاسبة كل من ساهم أو حرض على افتعال تلك الأحداث المؤسفة». واعتاد الجويهل على مدى سنوات مهاجمة ابناء القبائل في الكويت، مشككاً في انتمائهم الوطني، وأنشأ مرة قناة تلفزيونية باسم «السور» خصصها لمثل هذا الخطاب، قبل ان تغلقها وزارة الاعلام. وتتهمه المعارضة بأنه «يمثل جهات تريد تخريب الحياة السياسية» وتشكك في مصادر تمويله وتشير الى علاقته بأقطاب في الحكومة السابقة التي كان يرأسها الشيخ ناصر صباح الاحمد، والتي اجبرتها المعارضة على الاستقالة قبل شهرين، كما تزعم انه مرتبط بفاعليات دينية وتجارية من الشيعة. ويمثل ابناء القبائل نصف الكويتيين تقريباً. ويقدر عدد افراد قبيلة مطير في الكويت بنحو 60 الفاً، لكن انتشارهم في دول خليجية أخرى أكبر بكثير.