أكد الأمين العام ل «منظمة الأقطار المصدرة للنفط» (أوبك)، عبدالله البدري في حديث إلى «الحياة» على هامش ندوة نظمها معهد «شاتام هاوس» البريطاني في لندن، أن مستوى سعر النفط وتقلباته الحالية ناتجة من المشاكل الجيوسياسية، وأن المنظمة مسيطرة على إنتاجها، نافياً وجود نقص في الإمدادات النفطية في أي مكان في العالم. وفي رد على سؤال حول التهديدات السائدة في المنطقة نتيجة العقوبات على إيران والتوتر الشديد في الشرق الأوسط قال «أوبك تزود العالم بما يحتاجه من النفط، وكل تقديراتنا تجهّز في الظروف العادية وبناء على توقعات المستقبل». وأضاف: «بناء على تقديراتنا قلنا إننا سننتج 30 مليون برميل في اليوم... في ظل الظروف الحالية حيث الاقتصاد الأوروبي في حالة سيئة والاقتصاد الأميركي ينمو ببطء شديد والصين تحاول فرملة اقتصادها، لدينا 300 بليون دولار من الاستثمارات في دول أوبك لزيادة نحو سبعة ملايين برميل يومياً إلى ثمانية للدول الأعضاء في المنظمة، لكننا لا نستطيع أن نغيّر شيئاً في المشاكل السياسية التي تحدث اليوم ونتمنى ألا تؤثر في تقديراتنا». وعن فرص تجاوز «أوبك» التوترات القائمة بسبب إيران كما تمكنت في الماضي، وعلى سبيل المثال خلال الحرب العراقية - الإيرانية أشار البدري إلى أن «الحروب التي تجاوزتها أوبك كانت بين دولة وأخرى، ولم تكن ممتدة إلى دول أخرى واستطعنا التغلب عليها، لكن أمامنا الآن مشكلة كبرى جداً ونتائجها ستكون مدمرة للمنطقة ككل لأن هناك دولاً أخرى خارج المنطقة شملها الوضع... والمنطقة تحتاج إلى سلام وهدوء». في سياق متصل، التقى أمس وزير النفط السعودي علي النعيمي بوزير شؤون الطاقة البريطاني شارلز هندري وتناول معه العلاقات الثنائية بالنسبة إلى قطاع الطاقة والوضع العام في سوق النفط العالمية وتطوراتها. إلى ذلك، أعلن رئيس «شركة البترول الكويتية» فاروق الزنكي أن إنتاج النفط الكويتي يقترب من الطاقة القصوى وأن الكويت ستواجه صعوبة في زيادة الإنتاج أو تلبية الطلبات بزيادة الإمدادات. وأوضح في كلمة ألقاها خلال الندوة في لندن، أن الكويت تنتج حالياً نحو 2.9 مليون برميل يومياً بينما تبلغ طاقتها الإنتاجية القصوى ثلاثة ملايين برميل يومياً تشمل حصتها من المنطقة المحايدة التي تقتسمها مع السعودية. وسئل عما سيحدث إذا طلب الزبائن إمدادات إضافية من الخام فقال: «سيكون من الصعب القيام بذلك على أساس مستدام». ولفت إلى أن الكويت تعتزم رفع طاقتها الإنتاجية إلى أربعة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030. وأعلن أن «توتال» الفرنسية وافقت على شراء حصة في مشروع مشترك للمؤسسة في الصين تبلغ قيمته تسعة بلايين دولار، لافتاً إلى أن الطرفين أوشكا على توقيع مذكرة تفاهم. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في صناعة النفط توقعها بأن تكون الحصة في حدود 20 في المئة.