القدس المحتلة - أ ف ب - شكا سكان حييْ الشيخ جراح والبستان همومهم إلى المقررة الخاصة للأمم المتحدة للسكن اللائق راكيل رولنيك التي زارت امس الحييْن العربيين في القدسالشرقية والتقت بعائلات أُجبرت على إخلاء منازلها لمصلحة المستوطنين. ففي حي الشيخ جراح، التقت بعائلة الحاجة رفقة الكرد (90 سنة) المهددة بإخلاء منزلها. وقالت الحاجة رفقة: «يا رب إلى متى هذا العذاب وهذه المعاناة». وعرض ابنها نبيل صور منزل مجاور لبيت والدته أجبرت القوات الإسرائيلية سكانه على إخلائه بأمر من المحكمة وأسكنت مستوطنين فيه، وقال: «أضفت غرفة في منزلي بعد أن طلبت الترخيص ورفضوا إعطائي» إياه. وتابع: «القاضي قام قبل عشر سنوات، وللمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، بالحضور إلى المنزل واستلام مفتاحه مني بعدما بقي البيت مغلقاً عشر سنوات إلى أن قاموا بتسليمه إلى المستوطنين». وتابع: «بما أنك مسؤولة عن السكن اللائق، والأممالمتحدة أسكنتنا هنا بعد أن شُردنا من منازلنا في القدسالغربية، فعليكم الاهتمام بموضوع تهجيرنا». وتزور رولنيك الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل من 29 الجاري إلى 12 الشهر المقبل بهدف درس التحديات المتمثلة في الحصول على السكن الملائم والتمييز الذي تعاني منه الفئات الضعيفة والطرد القسري والحصول على مواد البناء. وخلال هذه المهمة، ستجتمع مع ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وكذلك مع ممثلين من المنظمات الدولية والمجتمع المدني. وخلال زيارتها إسرائيل، ستزور تل أبيب وحيفا وصحراء النقب والجليل، كما ستزور في الأراضي الفلسطينية المحتلة أحياء القدسالشرقية والأغوار وقطاع غزة. وتحدثت مريم الغاوي (50 سنة)، وهي أم لستة أولاد أجبرت على إخلاء مسكنها في حي الشيخ جراح ليسكن مستوطنون فيه، عن معاناتها لمقررة الأممالمتحدة، وقالت: «بقينا في الشارع ستة أشهر وقضينا شهر رمضان والعيد هناك». وأضافت: «كنا نعيش تحت المطر. صادروا خيمتنا 17 مرة وكانوا يحضرون ويصادرون الكراسي التي نجلس عليها. كنا ننام في السيارات، وفي النهاية جلبوا لنا أوامر لإخلاء الشارع بحجة أن بقاءنا فيه يؤذي منظر الشارع ويشوه منظر المدينة». ويتعرض حي الشيخ جراح لعملية تهويد مكثفة تتمثل خصوصاً بإصدار أوامر قضائية للسكان الفلسطينيين لإجبارهم على إخلاء منازلهم واستبدالهم بمستوطنين. وفي حي البستان في سلوان، التقت مقررة الأممالمتحدة عائلات بيوتها مهددة بالهدم. وقال رئيس لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب إن «كل هذه البيوت مهددة بالهدم بحجة عدم وجود تراخيص، والحقيقة هي أنها تريد إقامة حديقة توراتية وتهويد سلوان». وستعلن رولنيك في مؤتمر صحافي نهاية الزيارة استنتاجاتها الأولية عن هذه المهمة.