انشغل الوسط السياسي اللبناني أمس بالأنباء عن وجود معطيات حول محاولة لاغتيال أحد القادة الأمنيين في لبنان وتحديداً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أو رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن العميد وسام الحسن. وفيما قال وزير الداخلية مروان شربل إن تناول وسائل الإعلام الموضوع «أدى الى تضخيمه لكننا نتابع الموضوع»، ذكرت مصادر أمنية رفيعة ل «الحياة» أن الأجهزة الأمنية تلقت معطيات على مراحل عدة عن استهداف شخصية أمنية، لم تأخذ بها في المرتين الأولى والثانية، لكنها قررت أخذها في الاعتبار قبل زهاء 4 أيام، نظراً الى أنها تضمنت بعض التفاصيل المتعلقة بتنقلات ريفي والحسن وبعض الخصائص التي لا يعرفها غيرهما (راجع ص 7). وأوضحت المصادر أن القادة الأمنيين اضطروا الى التوقف عند معطيات تشير الى التحضير لوضع سيارة مفخخة عند أحد مدخلي المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، الأول من جهة مستشفى أوتيل ديو، والثاني من الجهة التي تقود الى منطقة الأشرفية. وإذ تكتمت المصادر نفسها عن البوح بمزيد من المعلومات حول ما تجمع لديها في التحقيقات التي بوشرت في هذا الصدد ومنها تحليل كاميرات المراقبة، أشارت الى أن فرع المعلومات تلقى المعطيات عن محاولة الاغتيال هذه بعد مضي أيام على امتناع وزير الاتصالات نقولا صحناوي عن تسليم قوى الأمن «داتا» اتصالات الهواتف الخليوية منذ 13 الشهر الجاري، بعدما كانت دأبت على الحصول عليها في شكل يومي وفق إحالة تتبع التسلسل الهرمي. وأوضحت المصادر أن ريفي أرسل طلبات ال «داتا» عبر الوزير شربل الذي كان يحوّلها مع الموافقة الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان بدوره يحيلها الى الوزير صحناوي طالباً التنفيذ، إلا أن الأخير امتنع عن تسليمها الى فرع المعلومات في قوى الأمن، وصرح بأنه يشترط تحديد ال «داتا» لمنطقة جغرافية محددة وليس لكل لبنان، وقالت المصادر إن صحناوي قرر الاستجابة وتسليم «داتا» الاتصالات بدءاً من 27 الجاري (أول من أمس) من دون الأيام الفاصلة بين 13 و26 الجاري، بعدما زار ريفي والحسن الرئيس ميقاتي قبل 3 ايام وأطلعاه على معطيات متوافرة في شأن إمكان اغتيال شخصية أمنية. وأفادت المصادر الأمنية بأن ميقاتي طلب إرسال كتاب الى وزير الداخلية في شأن هذه المعطيات. وعلمت «الحياة» أن ريفي والحسن بعثا أول من أمس الى الوزير شربل بوثيقة رسمية تتضمن المعلومات عن محاولة اغتيال شخصية أمنية ووجها كتاباً إليه أشارا فيه الى امتناع الوزير صحناوي عن الموافقة على إعطائهما «داتا» الاتصالات (حركة التخابر من دون التسجيلات) وحمّلا وزير الاتصالات مسؤولية أي حادث أمني يحصل في البلاد، بسبب رفضه الإفراج عن ال «داتا». واجتمع ميقاتي أمس الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان للبحث في الأمر والوضع السياسي. وأجرى سليمان اتصالاً باللواء ريفي للاستفسار عن المعطيات الأمنية.