واصل أهالي الموقوفين في سجن رومية على خلفية أحداث طرابلس اعتصامهم في باب التبانة في طرابلس للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم من قادة المحاور، في حين أثيرت مخاوف من انتقال الاحتجاجات إلى جبل محسن بعدما طلب القضاء العسكري عقوبة الإعدام للأمين العام ل «الحزب العربي الديموقراطي» رفعت عيد. واستمر قطع الطرقات المتفرعة عند مستديرة أبو علي وكذلك الطريق التي تربط طرابلس والمنية وعكار بمستوعبات النفايات والاطارات والسيارات. وأكد المعتصمون عند مستديرة أبو علي أنهم لن يوقفوا تحركهم قبل الحصول على تطمينات عن أبنائهم. وانتقد المسؤول عن الاعتصام عامر المصري ابن عم الموقوف سعد المصري كلام الرئيس سعد الحريري سابقاً بضرورة الضرب بيد من حديد كل متورط في أحداث طرابلس. ولوّح بانتقال الاعتصام إلى أمكنة أخرى في حال لم تُحل قضية الموقوفين. وكان عقد اجتماع مساء أول من أمس في مسجد رشواني في باب التبانة ضم مشايخ من باب التبانة وهيئة العلماء المسلمين. وأيّد المشايخ مطالب المعتصمين لكنهم فضلوا فض الاعتصام وترك الامور للوساطات السياسية. وهاجم الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي تيار «المستقبل» من دون تسميته بالقول أن «البعض يريد مجدداً إلباسنا ثوب الأحداث الأمنية في طرابلس المعروفة أهدافها ومفتعلوها وممولوها على مدى ثلاث سنوات، والتي نتجت منها توقيفات تضغط على أعناق مسببي هذه الأحداث، متناسين الخطة التي أعلنوها في الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) 2010 بأنهم لن يدعوا طرابلس او يدعونا نرتاح طالما هم خارج السلطة». واعتبر أن «محاولة تحويل الأنظار الى طرابلس مجدداً هي محاولة يائسة لرفع المسؤولية الوطنية عن سوء الأداء». وقال خلال لقاء في طرابلس: «البعض، وبدل أن يتعظ من تجارب الماضي القريب، تجارب التحريض والتخوين واستعداء الآخر، ثم اضطراره لعقد تسوية ملتبسة انقلب فيها على كل مزاعمه، عاد مجدداً الى استعمال ماكينته الإعلامية لرمي الاتهامات جزافاً ومحاولة قلب الحقائق لتحويل الأنظار مجدداً عن المآزق التي يمر بها». وأضاف: «مخطئ كل من يراهن على ضرب إسفين بيني وبين أهلي، فمعلوم من يستعمل المدينة صندوق بريد ومن يريد عزّتها ونهضتها». ورأى وزير العدل اللواء أشرف ريفي، في بيان أنه «في الوقت الذي كنا فرحين بخروج مدينتنا طرابلس من معارك عبثية ونزف استمر لأكثر من ثلاث سنوات، فوجئنا بتحركات وقطع طرقات في طرابلس لقضية عادلة تُستغل من قوى سياسية محلية وبعض الاجهزة الامنية لحسابات خاصة يدفع ثمنها اهالي المدينة من مختلف فئاتها الاهلية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية». ودعا «ابناءنا المعتصمين لفتح الطرقات امام اهلهم، لا سيما ان رسالتهم وصلت، وكنا ولا نزال نتابع قضيتهم المحقّة، بموضوعية وعدالة لإنصاف الموقوفين، وسبق ان كلفنا عدداً من المحامين لمتابعة ملفاتهم والوقوف بكل ما يلزم الى جانبهم». وتمنى على «اهالي الموقوفين ألا يكونوا أدوات بيد من يحاول إعادة المدينة الى دائرة العنف والأزمات، ويضعهم في موقف لا يصب في مصلحة ابنائهم». وأكد الشيخ المتواري أحمد الأسير في تغريدات له عبر «تويتر» أنه «بات واضحاً أن الهدف من الخطة الأمنية في الشمال هو محاربة التدين السنّي بعدما بات يشكل خطراً وجودياً لحالش والمستقبل وسيكشف أهل السنّة في لبنان عموماً وفي الشمال بخاصةً خطر تيار المستقبل على دينهم». اعتصام لاطلاق مطلق الصواريخ من جهة ثانية، استمرّت أمس، تداعيات إطلاق الصواريخ أول من أمس من الجنوب اللبناني باتجاه فلسطين المحتلّة. وعزز الجيش الاسرائيلي موقع العباسية المواجه لمحور الماري والنقطة التي كانت مسرحاً لإطلاق الصواريخ. وفيما لا تزال التحقيقات جارية مع الموقوف حسين عزّت عطوي أحد مطلقي الصواريخ، نفّذت «هيئة العلماء المسلمين» وعدد من المشايخ اعتصاماً امام مستشفى الاطباء في «المنارة» (البقاع الغربي) حيث يعالج عطوي من حروق أصيب بها أثناء إطلاق الصواريخ. وطالبوا «الحكومة التي سمحت وقالت بأن من حق الشعب اللبناني مقاومة العدو الاسرائيلي»، بأن «تكرّم الشيخ حسين». وأكدوا مواصلة اعتصاماتهم حتى إطلاقه.