بعد أيام من الامتناع عن التعليق على قضية اكتشاف برلين جاسوسين يعملان لحساب واشنطن، ما دفعها إلى مطالبة رئيس مكتب الاستخبارات الأميركية بمغادرة ألمانيا، أبدت الولاياتالمتحدة بوضوح استياءها من رد فعل السلطات الألمانية على القضية. تزامن ذلك مع إعلان مسؤولين أميركيين على دراية بتفاصيل القضية، أن احد الجاسوسين المزعومين، وهو مسؤول في وزارة الدفاع الألمانية، كان على اتصال بمسؤول في وزارة الخارجية الأميركية وليس وكالات الاستخبارات الأميركية، «ما يثير تساؤلات حول حصول تجسس فعلاً». وأضاف المسؤولون أن «الإدارة الأميركية تعتقد بأن العلاقة بين مسؤول الدفاع الألماني ومسؤول الخارجية الأميركية كانت صداقة». وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست: «يملك الحلفاء أجهزة استخبارات متطورة، ويدركون بدرجة من التفصيل ما تتطلبه علاقات ونشاطات هذه الاستخبارات بدقة». وزاد: «الطريقة الأكثر فاعلية لتسوية الخلافات هي المرور عبر القنوات الخاصة القائمة، وليس عبر وسائل الإعلام». ورداً على سؤال إذا كان ذلك انتقاداً للسلطات الألمانية، قال إرنست: «أترك لكم مسؤولية التفسير»، فيما رفض تأكيد أو نفي مغادرة رئيس فرع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) ألمانيا، لكنه قال إن «واشنطن تدرك خطورة القضية، وتحترم طلبات برلين الخاصة باعتماد ديبلوماسيين أميركيين في ألمانيا ووجودهم». وأشار إلى أن القضية التي جاءت بعد نحو سنة من كشف المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن عن تنصت الوكالة على الهاتف الشخصي للمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، يفترض ألا تمنع الأخيرة من مواصلة التعاون في ملفات مهمة للولايات المتحدة، بينها فرض عقوبات دولية جديدة على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا. وأوضح الناطق باسم البيت الأبيض أن ما يجعل العلاقات في مجال الأمن القومي وتقاسم المعلومات الاستخباراتية قوية بين ألمانياوالولاياتالمتحدة لا يعود إلى تقديم المستشارة مركل خدمة للولايات المتحدة، بل لأن ذلك يخدم مصلحة البلد الذي انتخبها لتمثله، كما هو حال الرئيس الأميركي باراك أوباما». وأعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أنه سيبحث قضية التجسس مع نظيره الأميركي جون كيري على هامش اجتماع لبحث الملف النووي الإيراني في فيينا اليوم. وقال في مؤشر لاحتمال حصول تهدئة: «نريد إعادة تنشيط شراكتنا وصداقتنا على قواعد صادقة، ونحن جاهزون، وتعاوننا لا يجب أن يعتمد على الثقة فقط، بل على الاحترام المتبادل أيضاً». وتابع: «على رغم أحداث الأسابيع الأخيرة، وهي مقلقة وأوصلتنا في رد حتمي وملائم إلى مطالبة رئيس مكتب الاستخبارات الأميركية بمغادرة ألمانيا، لكن شراكتنا مع الولاياتالمتحدة لا جدل فيها».