دافوس (سويسرا) - أ ف ب، رويترز - عرض صناع القرار الرئيسيون في أوروبا والولايات المتحدة في منتدى «دافوس»، أفكاراً لإخراج منطقة اليورو من أزمة ديونها قبل أيام من قمة أوروبية مهمة. وركّز اجتماع الزعماء السياسيين والاقتصاديين في اليوم الثالث من أعمال المنتدى، على اليونان بين قضايا أخرى، إذ توقع المفوض الاقتصادي الأوروبي اولي رين، «توصل اليونان إلى اتفاق مع الدائنين من جهات خاصة، لإسقاط ديون في عطلة نهاية الأسبوع أو في الأيام المقبلة». ويجري رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس محادثات مع المصارف وهيئات التأمين، لتبادل طوعي للسندات يؤدي إلى شطب مئة بليون يورو من الديون اليونانية البالغة 350 بليوناً. وسيفضي الفشل في التوصل إلى اتفاق إلى تخلّف اليونان عن تسديد ديونها ما يلحق كارثة اقتصادية بها، ويهدد أيضاً المصارف الدائنة للحكومة اليونانية بمبالغ ضخمة، ويفرض ضغوطاً على دول أخرى في منطقة اليورو. وبدأ زعماء الأسواق العالمية والوفود المشاركة في دافوس إظهار بعض التفاؤل في شأن الاتفاق اليوناني، إذ أملوا في أن تطوي قمة الاتحاد الأوروبي المقررة المقبلة صفحة أزمة الديون، وتتيح للحكومات التحرك في اتجاه إقرار إجراءات لتنشيط النمو. ويدرس وزيرا المال الفرنسي فرنسوا باروان والألماني فولفغانغ شوبله ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي في دافوس، استراتيجيات التحرك الاقتصادي وكيفية تعزيز منطقة العملة الأوروبية الموحدة للنهوض من عثرتها بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون. ويناقش وزير المال الأميركي تيموثي غايتنر التوقعات المرتقبة للاقتصاد العالمي، بعدما أقرّت إدارة اوباما بأن التباطؤ الذي تشهده منطقة اليورو انعكس سلباً على النمو الأميركي، مع اقتراب موسم انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكانت شكوك خيمت خلال منتدى دافوس على آفاق الاقتصاد العالمي خصوصاً ما يتعلق بجهود أوروبا للتكيف مع العجز الضخم في الموازنات الحكومية، في وقت تسعى إلى دفع النمو والتوظيف. وتوالت الدعوات في «دافوس» لبلدان اليورو، للتحرك بحزم لاستعادة الثقة، إذ اتهم الزعيم الكندي ستيفن هاربر العواصم الأوروبية ب «عدم إدراك مدى خطورة الوضع». كما سلّط رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، انتقاده لخطط كل من فرنسا وألمانيا ب «فرض ضريبة جديدة على التعاملات المالية». واعتبر أن «مجرد التفكير في ذلك في وقت نجهد فيه لتحقيق نمو اقتصادي هو ضرب من الجنون». وحضّ الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون أوروبا، على «التحرك بأقصى قوة» لمنع أزمة قد تنتج من إغراق ايطاليا واسبانيا. ولاحظ رئيس بنك الاحتياط الفيديرالي بن برنانكي في مؤتمر صحافي، أن «الآثار تأتي من أوروبا». وركز اليوم الثالث من دافوس على أحداث تشهدها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. إلى ذلك، رجح مستشار للبنك المركزي الصيني، أن «يتباطأ النمو الاقتصادي في الصين هذه السنة إلى 8.5 في المئة من 9.2 في المئة عام 2011، وأن يتراجع التضخم إلى 3 في المئة، فضلاً عن انخفاض أسعار العقارات ببطء». وتوقع في تصريح إلى وكالة «رويترز» على هامش المنتدى، أن «يتضرر الاقتصاد الصيني من مشاكل الديون في منطقة اليورو»، معلناً معارضته لشراء الدين السيادي الايطالي او الاسباني».