دافوس (سويسرا)، باريس، روما - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – ظهر بصيص أمل من منتدى دافوس الاقتصادي العالمي السنوي، ببدء ابتعاد منطقة اليورو من حافة الهاوية، لكن قادة الأعمال يعتبرون أن متاعب أوروبا لا تزال تقوض الانتعاش العالمي. وتعتبر استراتيجية النمو العامل الذي ينقص مزيج السياسات، الذي يعده زعماء منطقة اليورو، لحماية منطقتهم التي تضم 17 دولة من التفكك. وسيكون صعباً إعادة انتخاب رؤساء في أوروبا وغيرها هذه السنة، من دون انتعاش اقتصادي. ويحضر المنتدى الذي بدأ أعماله أمس 2600 من القادة ورجال الأعمال، وتأتي اجتماعاتهم وسط تحسن معنويات السوق بفعل مؤشرات على أن منطقة اليورو ربما تفلت من الكساد وتراجع ضغوط السوق على ايطاليا واسبانيا. مركل وشكلت كلمة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في منتدى دافوس السنوي، محور تطلعات قادة الأعمال والسياسة في العالم، لترفع معنوياتهم. وتتزايد الضغوط على أوروبا لترتيب أمورها، فيما حذر صندوق النقد الدولي، من احتمال «تراجع نمو الاقتصاد العالمي المتوقع ان يبلغ 3.3 في المئة هذه السنة، إلى النصف في حال استمرت أزمة الديون. ودعت دول اليورو وصندوق النقد الدولي برلين، إلى تعزيز أموال إنقاذ دول الاتحاد من خلال دمج صندوق الاستقرار المالي الأوروبي الموقت مع آلية الاستقرار الأوروبي الدائمة. لكن ألمانيا الموافقة على هذا الطلب بشروط، لم تؤكد ذلك حتى الآن. وحضت المديرة العامة لصندوق النقد كريستين لاغارد، دمج صندوقي الإنقاذ، واعتبرت في تصريح إلى «إذاعة أوروبا واحد»، أن ذلك «إشارة قوية جداً للثقة في أوروبا». وأكدت أن «على الجهات الدائنة في القطاع العام، المساهمة في الجهود المالية». وجاءت تصريحات لاغارد رداً على تقرير نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» أمس، بأن صندوق النقد الدولي يضغط على البنك المركزي الأوروبي للتنازل عن أي أرباح محتملة على ديونه لليونان والمقدرة بنحو 40 بليون يورو (52 بليون دولار). واشترى البنك المركزي الأوروبي سندات يونانية بأسعار مخفضة، ويمكن أن يحقق أرباحاً جيدة، إذا لم تعلن اليونان عجزها عن التسديد، بحيث تبقى السندات حتى فترة تسديدها المقررة. وفي أثينا، منع نواب من الحزب الاشتراكي وثلاثة أحزاب يمينية الحكومة من تمرير إجراء إصلاحي، طالب به الدائنون لليونان من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد. كما صوت نحو 40 من النواب ضد اقتطاعات محتملة على معاشات التقاعد. وأكدت لاغارد في مقابلة مع المحطة الثانية في التلفزيون الفرنسي، أن إفلاس اليونان «غير محتمل»، مشددة على ضرورة «التوصل الى اتفاق» مع المصارف. وأعلن رئيس وحدة الأبحاث المصرفية الخاصة في «كريدي سويس» جيلس كيتينغ، قبل اليوم الأول من أعمال منتدى دافوس، وجود «إحساس متزايد باختلاف وضع اليونان عن الآخرين، وإمكان احتواء العدوى في أماكن أخرى». وكتب وزير الخزانة الأميركي السابق لورانس سمرز، في مقال الى وكالة «رويترز»، معتبراً أن «القلق حيال المستقبل لا يزال المحرك الرئيس للأداء الاقتصادي». البنك الدولي إلى ذلك، كشف البنك الدولي أمس، وضع تمويل في التصرف بقيمة 27 بليون دولار لمدة سنتين، لأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى لمساعدتهما على مواجهة عواقب أزمة الديون في منطقة اليورو. وفي إيطاليا، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي: «أصبح ممكناً رؤية نهاية لأزمة الدين»، داعياً إلى «تحرك أقوى على المستوى الأوروبي». ونقلت وكالة «أنسا» عنه قوله أمام مجلس الشيوخ، أن «خطوط نهاية الأزمة بدأت تتشكّل»، مضيفاً ان الوضع «في تطوّر». وشدد مونتي، على أن «تجاوز الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية في أوروبا يعتمد على إصلاحات هيكلية هي في أيدي الدول الأعضاء وضمن قدرتهم». في بريطانيا، بيّنت تقارير رسمية أن الاقتصاد البريطاني «اقترب من دائرة الكساد في الشهور الثلاث الأخيرة من العام الماضي، بعد انكماش الناتج المحلي للمرة الأولى منذ سنة.