موسكو، دمشق - «الحياة»، أ ف ب - قال الكسندر لوكاشيفيتش الناطق باسم الخارجية الروسية إن موسكو ستواصل الترويج لمسودتها الخاصة بقرار في شأن سورية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه سيكون من الصعب على روسيا، التي تتمتع بحق النقض (الفيتو)، قبول مسودة قرار غربي-عربي يؤيد خطة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد لكن الناطق لم يستبعد التوصل إلى «حل وسط». وقال لوكاشيفيتش: «قدمت روسيا مسودتها الخاصة ووضعتها آخذة في الاعتبار التعديلات التي اقترحها زملاؤنا الغربيون. ما زالت على مائدة المفاوضات، وتستمر المشاورات حول المسودة ونأمل أن يستمر هذا العمل». وأضاف: «ليست لدي معلومات محددة عن أن المسودة الغربية ستقدم خلال الأيام القادمة... سنرى... وبالنسبة للوقت الراهن فإن لروسيا مسودتها وستروج لها بشكل مكثف في إطار مجلس الأمن». وقال مراقبون ان روسيا تنظر بقلق لقرار الجامعة العربية التوجه الى مجلس الأمن بخطتها الأخيرة لتسوية الأزمة السورية. واشار مراقبون إلى ان روسيا تخشى بعد أن شاهدت ما حصل في ليبيا، ان يؤدي مثل هذا التوجه الى تدخل أحادي الجانب أو حتى عسكري في سورية. وكانت القيادة الروسية اتخذت عدداً من الخطوات مثل قرار بيع طائرات «ياك-130» إلى سورية، وإجراء مناورات بحرية في البحر الأبيض المتوسط في مؤشر على استمرار دعم موسكو للحكومة السورية الحالية. إلى ذلك، دعا القيادي السوري المعارض هيثم مناع جامعة الدول العربية إلى التشاور مع موسكو قبل التوجه الى مجلس الامن الدولي لاقرار المبادرة العربية، بغية تجنب المزيد من التصلب الروسي الى جانب النظام السوري. وقال مناع، وهو قيادي في هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي السورية التي تضم احزاباً يسارية وكردية وشخصيات معارضة، إنه يأمل في ان «يذهب (الامين العام لجامعة الدول العربية) نبيل العربي إلى موسكو قبل توجهه الى نيويورك» للحصول على دعم مجلس الامن للمبادرة العربية. وأعرب مناع عن اعتقاده أن روسيا «يمكن أن تؤيد هذه المبادرة إذا شعرت انها طرف فيها، أما اذا هُمشت فستواجهها»، مضيفاً «الروس يريدون دوراً أكبر». وحذر مناع من أن شعور موسكو أن هناك «محاولات لإبعادها عن الملف السوري سيزيد من تصلب موقفها الى جانب السلطات السورية». كما اعتبر مناع ان موسكو قادرة على «جعل السلطات السورية تؤيد الخطة (العربية القاضية بنقل السلطة سلمياً) وتوافق عليها ولو بتحفظ».