وصلت الحركة التجارية في محافظة النعيرية، إلى ذروتها خلال الأسبوعين الماضيين، مع التوافد الكثيف للمتنزهين السعوديين والخليجيين. وعم النشاط كل أسواق المدينة، التي يعتبرها الكثيرون «عاصمة الربيع». وبدأ الإقبال على النعيرية منذ زهاء شهرين، لكنه يبلغ ذروته خلال إجازة منتصف العام الدراسي في السعودية وقطر، فيما سبقها حلول الإجازة في دولة الكويت، بأسبوع. وتعتبر هذه الجنسيات الثلاث الأكثر توافداً على النعيرية، يليهم الإماراتيون والبحرينيون. ولا يقتصر الإقبال من جانب السعوديين على سكان محافظات المنطقة الشرقية المختلفة، إذ تصل النعيرية عشرات الأسر القادمة من مناطق بعيدة، أبرزها الرياض، ممن يفضلون قضاء إجازتهم في صحراء النعيرية. وأسهم هطول الأمطار بغزارة على النعيرية خلال الشهرين الماضيين، في اكتساء الأرض باللون الأخضر، واعتدال الطقس في أغلب الأيام. وحققت الأسواق التجارية معدلات كبيرة من البيع، لما تشهده من إقبال من الزوار والمتنزهين. ويقول أحمد صالح، وهو أحد الباعة في أحد محال المواد الغذائية: «وجدنا هذه الأيام ما يعوضنا عن فترة الصيف، التي تشهد خلالها عمليات البيع ركوداً. وبدأنا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، في بيع كميات كبيرة من المواد الغذائية، إذ كنا نطلب في السابق من الموزعين كميات من المواد الغذائية، ونبيعها خلال أسبوعين أو أكثر، وبخاصة في نهاية الشهر، مع صرف رواتب الموظفين. أما منذ أسبوعين فنبيع الكميات التي نطلبها من الموزعين خلال يومين فقط». ويذكر نايف المنهالي، الذي يملك محلاً لبيع الخضار، أن «المحال تبيع كميات كبيرة من الخضروات التي نطلبها ونستهلكها خلال يومين أو ثلاثة أيام فقط. وفي بعض الأيام نستهلكها في يوم واحد»، مؤكداً أن الباعة «مُلتزمون بالأسعار، ولم نأخذ فارقاً كبيراً عن الأيام الماضية». ووصفت البائعات في السوق الشعبي، الإقبال على بضائعهن ب «الكبير». وتقول البائعة أم علي: «حجم ما نبيعه على الزوار والمتنزهين غير مسبوق، وبخاصة على القادمين من دول الخليج، الذين يشترون «الأقط» والسمن البري بكميات كبيرة، وكذلك «الصميل» الذي يقوم بحفظ اللبن والحليب، ويتم خض الحليب بواسطته ليعطي اللبن طعماً مميزاً، وأيضاً «الشداد والجنايب والمراير والشمايل»، التي يشتريها أصحاب الهجن والإبل، ويستخدمونها في السباقات. ووفرنا الكثير من متطلباتهم»، مضيفة «يبدأ البيع في السوق من ساعات الصباح الأولى من كل يوم، وحتى غروب الشمس. وفي كل الأيام هناك حركة نشطة من المشترين والمتسوقين، الذين يتفرجون على ما يعرض في السوق الشعبي». وبالقرب من السوق الشعبي، ينشط باعة سوق المفروشات والملابس. ويذكر البائع أحمد السوري، أنه في هذه الأيام «يشهد السوق عمليات بيع كبيرة، وأغلب الزبائن من المتنزهين والزوار، الذين يقبلون على الفرش السورية، التي توضع في جوانب المخيم للجلوس عليها، وتوضع على جنبات المواقد عند إشعال النيران، وكذلك المطارح والمساند والسجاد بأنواعه، وأيضاً الملابس، مثل» الفرو، والبشت، والمعطف، والشماغ الشتوي، وغيرها»، مضيفاً أن «الأسعار بدأت في الارتفاع عما كانت عليها في الأيام الماضية، لكثرة الطلب من الزوار والمتنزهين». واشتعلت حمى الشراء في سوق المواشي. ويقول فلاح العازمي، وعامر الدوسري، اللذان يملكان حظيرة لبيع الذبائح: «إن السوق يجد إقبالاً كبيراً لشراء الذبائح، وبخاصة التي يتراوح أعمارها بين الشهرين إلى ستة أشهر. وتختلف أسعارها بحسب نوع الذبيحة (النعيمي والعربي). ويتراوح سعر الذبيحة بين 850 إلى 1300 ريال. ونجد أن بعض الزبائن يشتري ذبيحة أو أكثر، ويقوم بأخذ أرقام الاتصال منا. وبعد يوم أو يومين يتصل مرة أخرى، ويطلب ذبائح، ونقوم بذبحها وتوصيلها إلى مكانه، مُضافًا إليها سعر التوصيل، وبخاصة للزبائن الذين نثق فيهم ونعرفهم من السابق». ويشهد سوق الفقع (الكمأة) حركة مكتظة بعدد من المتنزهين والزوار، الذين أقبلوا على اقتنائه المتوفر بنوعيه «الخلاصي» الأسود، و»الزبيدي» الأبيض، على رغم قلة المعروض من كليهما. بيد أنه محلي. وتبدأ أسعاره من مئتين إلى 1200 ريال، بحسب حجم الصندوق ونوع الفقع. وذكر أحد الباعة أنهم يجلبونه من «المنطقة الحدودية شمال حفر الباطن، ومنطقة حائل. وهو موجود في شكل قليل، وبحجم صغير ومتوسط». كما يجد سوق الحطب والفحم إقبالاً من المتنزهين، وبخاصة «السُمر»، و»الأرطا» بنوعيه. وقال البائع إبراهيم السوداني: «إن حركة البيع مُستمرة نهاراً، وتزداد قبل وقت الغروب من المتنزهين، الذين يشترون كميات كبيرة من الحطب. وبعضهم يطلب توصيله إلى مقره، والبعض الآخر يأخذه معه بسيارته، بحسب الكمية المطلوبة. وتحدد الكمية السعر، فالشدة من الحطب تبدأ من 25 ريالاً، والكيس 75 ريالاً، وحوض السيارة من 500 إلى 1500 بحسب نوع الحطب، سمر أو أرطاة أو غيره».