علمت «الحياة» أن اجتماعات عدة عقدت خلال الفترة الماضية بين المسؤولين في هيئة الهلال الأحمر السعودي، والمديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، بهدف تهيئة مواقع لهبوط طائرات الإسعاف الجوي، إلا أنه لم ينتج من هذه الاجتماعات أي قرارات حاسمة. وذكرت مصادر أنه رغم الاجتماعات المتكررة التي عقدتها هيئة الهلال الأحمر و«الشؤون الصحية» في الشرقية، بغرض إزالة العوائق التي تعترض إطلاق مشروع «الإسعاف الطائر»، إلا انها تفشل، رغم اطلاق الهلال الأحمر خلال الفترة الماضية المشروع في عدة مناطق في المملكة، وكانت الاجتماعات تصطدم بعوائق و إشكاليات متنوعة تؤديان إلى تعطل المشروع، حيث أكدت هيئة الهلال الأحمر أكثر من مرة استعدادها لتدشين الإسعاف الجوي فور تجهيز مهابط للطائرات. وأشارت المصادر إلى أن المشروع كان ينتظر أن ينطلق خلال العام الماضي، وبخاصة بعد تصريحات عدد من مسؤولي هيئة الهلال الأحمر و»صحة الشرقية» بأن التدشين سيتم بطائرتين، وستكون واحدة في البرج الطبي، والأخرى بمستشفى الملك فهد التخصصي، إلا أن هذه التصريحات لم تترجم على أرض الواقع وبقي المشروع يراوح مكانه. وألمحت المصادر إلى أنه يجري حالياً التنسيق مع بعض المستشفيات، وأنه تم عقد اجتماعات مع مسؤوليها في مدينة الدمام بغرض الاستفادة من مهابط الطيران لديها، مبينة أن هيئة الهلال الأحمر ستنفذ خدمة الإسعاف الجوي، بعد أن يتم التخلص من العوائق التي تعترض تجهيز المهابط، ليتم زيادة الطائرات لاحقاً، نظراً لكبر مساحة المنطقة، إضافة إلى أن هناك خططاً لمراحل تشغيلها، لتغطي جميع الطرق السريعة والداخلية في المنطقة. مؤكدة أن تجهيز المهابط في المستشفيات سيخدم حالات الطوارئ عبر نقلهم للمستشفى في فترة زمنية قصيرة، مما يسهم في توفير الجهد والوقت على المسعفين في نقل المرضي. يشار إلى أن رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبد الله وجه في وقت سابق بإيجاد الحلول المناسبة، لإنهاء مشكلة عدم توفير مهابط للإسعاف الجوي في الشرقية، والاستفادة من المهبط القائم في مستشفى الملك فهد التخصصي، وإيجاد أراضٍ بجوار المستشفيات القادرة على استقبال الحالات، لتكون مهابط للإسعاف الجوي لحين استكمال المهبط الخاص في المجمع الطبي في الدمام. وكلف فريق الإسعاف الجوي بزيارة تلك المواقع المقترحة من قبل الشؤون الصحية لمعرفة مدى ملاءمتها الفنية والطبية الإسعافية استعداداً لتشغيل الخدمة في المنطقة. وأوضح الناطق الإعلامي في هيئة الهلال الأحمر السعودي أحمد باريان في تصريح له أن الطائرات، ستبدأ مهماتها فور الانتهاء من عمل المهابط المخصصة لها في مستشفيات البرج الطبي، والملك فهد التخصصي في الدمام، مبيناً أن الطائرتين مجهزتان بالمعدات الطبية كافة، والتجهيزات الخاصة بالإسعاف، لتكون انطلاقة الإسعاف الطائر على الطرق السريعة في المنطقة الشرقية مثل، طريق الدمام - الأحساء، والدمام - الجبيل السريع. حاولت «الحياة» طيلة الأسبوع الماضي التواصل مع «الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية»، وكذلك «هيئة الهلال الأحمر» في المنطقة للوقوف على آخر المستجدات، ومعرفة رأيها في الموضوع، إلا أن الاتصالات تعثرت في الحصول على رد رسمي، لكن احد المسؤولين في «الصحة» رفض ذكر اسمه، أكد على أن اتفاقاً وتعاوناً وتنسيقاً يجري بين هيئة الهلال الأحمر السعودي ووزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، وأن الاجتماعات مستمرة بين الجهتين لانطلاق المشروع.