من إبداعات لغتنا السياسيّة، بالأحرى الصحافيّة، استخدام تعبير "سوريّ" الذي ما لبث أن عُمّم فصار يقال: "الأميركيّ" و"الإسرائيليّ" و"الإيرانيّ" الخ. والمقصود عند مستخدمي التعبير هو: النظام السوريّ أو الأميركيّ أو الإسرائيليّ الخ. في أسوأ الأحوال، هذه التسمية عنصريّة. لكنْ ما دام أن استخدامها قد غدا يطاول جميع شعوب الأرض وأنظمتها، فهذا ما خفّف من عنصريّتها من دون أن يخفّف من أخطائها وتعميميّتها. فمن هو السوريّ مثلاً: الحاكم أم المعارض، اليساريّ أم اليمينيّ، المدنيّ أم العسكريّ؟ والسؤال نفسه يصحّ في الحالات الأخرى جميعاً. يكفي للتأكّد من رداءة هذا التعبير أن نترجمه إلى لغة أجنبيّة: The Syrian said... عبارة كهذه لا تثير إلاّ الضحك.