دخلت قضية توقيع الاتحاد السعودي مع شركة «زين للاتصالات» كراعٍ رسمي للدوري السعودي في الكثير من الجدل داخل الأندية السعودية، بعد أن تسبب ذلك الإتفاق في إيقاف الدعم من الشركات الراعية للأندية التي أعلنت إيقاف الدفعات المالية في الموسم الجديد، وهو ما أوجد أزمة مالية حقيقية داخل الأندية، التي تسعى لاستقطاب اللاعبين المميزين قبل انطلاقة استحقاقات الموسم الجديد، «الحياة» تقصت الحقيقة في نادي الهلال وعن إيقاف الراعي الرسمي له شركة «موبايلي» الدفعات المالية. في البداية اعتبر نائب الرئيس السابق بنادي الهلال وأحد المساهمين الفاعلين في توقيع الهلال للعقد الأكبر في تاريخ الكرة السعودية مع شركة «موبايلي» طارق التويجري بيان الهلال الصادر أخيراً على خلفية قرار شركة «موبايلي» بوقف الدعم أو تعليقه «هو أمر طبيعي جداً» وقال: «أرى أن بيان الهلال الذي صدر من الإدارة الهلالية طبيعي جداً بعد قرار شركة «موبايلي» بتعليق الدعم حتى تتضح الأمور، فحال السوق وحال العقود المبرمة مع الأندية مع تلك الشركات الراعية على ضوئها يتم إبرام العقود ووضع الاستراتيجية لإبرام عقود منفصلة تخص دوري المحترفين، وهنا تكمن المشكلة في أنه لم تكن هناك دراسة متأنية قائمة على التشاور مع الأندية، وجهات قانونية مع تلك الأندية، وإيجاد صيغة مناسبة ومتوائمة مع دخول شركة جديدة في دوري المحترفين متمثلة في شركة «زين للاتصالات»، ولهذا كان هناك تصرف من طرف واحد ومن هيئة دوري المحترفين، والذي حدث هو تصادم في هذا الباب، وبالطبع أصبح هناك جلسات على طاولة التفاهم لنقاش هذا الأمر مع جميع الأطرف». وعدّ التويجري بأن تلك المناقشات لم تكن لتحدث لو كان هذا التفاهم حدث قبل التوقيع مع شركة «زين»: «كان من المفترض أن تكون المفاهمات والجلوس على طاولة النقاش قبل التوقيع رسمياً مع شركة «زين» حتى لايحدث ذلك التصادم وتلك الإشكالات، فالعقد الذي حصلت عليه هيئة دوري المحترفين بجهود محمد النويصر وحافظ المدلج وبإشراف من الأمير نواف بن فيصل وهو عقد بالمناسبة ممتاز ولكن يظل العقد ناقصاً أحد الأضلاع المهمة». وأكد طارق التويجري أنه «قبل ثلاث سنوات عندما تم إعطاء الأندية كامل الحقوق في استغلال لوحات دعاية الملاعب 100 في المئة، ومن هذا الاستغلال تحصل رعاية الشباب أوهيئة دوري المحترفين على 20 في المئة من الدخل، والتعميم لم يأت بهذا الشكل وإنما أتى التعميم بأن تكون اللوحات الإعلانية والدعائية أو حقوق الملاعب حق مكتسب للنادي يسوقه كيف يشاء، و20 في المئة من هذا الحق يذهب لهيئة دوري المحترفين، والتفسير والفهم الذي اشتبه على هيئة دوري المحترفين أنها تعتقد بأن ال20 في المئة حق مكتسب لها وتتصرف به كيف تشاء، وهذا غير صحيح بموجب التعميم السابق، وهذة العقود التي أبرمتها الأندية مع الشركات قد وثقّت من رعاية الشباب، ولما توثق الرعاية تلك العقود فمعناها أنها توطيد لتلك العقود، ولما يأتي النقض ممن وثقت العقود وصادقت عليها فهم بطبيعة الحال أمر غير جيد إطلاقاً». وأكد طارق التويجري بأن الإيضاحات التي قامت بها هيئة دوري المحترفين بما يخص شعار شركة زين وسيسهم في حل الإشكالية غير مقنع تماماً: «في رأيي الشخصي بأن الإيضاحات من هيئة دوري المحترفين في ما يخص شعار دوري المحترفين غير مقنعة تماماً، ومحاولة إرضاء الطرف الآخر وبهذه النوعية إذا ما تشبث فيها، فالوضع الحالي البحث عن حلول ودية، وهي كما جرت العادة مع أنه كان يفترض أن تكون هناك حلول استثمارية واضحة ومعرفة كل جهة لحقها كاملاً». من ناحيته أكد المستشار القانوي والكاتب الرياضي المعروف خالد الطويل بأن العقود الموقعة بين الهلال وشركة موبايلي ملزمة للطرفين: «العقد الموقع بين الطرفين ملزمة لكلا الطرفين خصوصاً وأن لجنة الإستثمار إطّلعت وصادقت عليها ومن ضمن تلك الإلتزامات أن النادي قد باع النادي جميع الحقوق للنادي من لوحات دعائية ووضع الشعارات على الملابس وهي حق من حقوق شركة موبايلي، كما للهلال الحق في أخذ المقابل المادي من شركة موبايلي». واستغرب الطويل قيام شركة موبايلي إيقاف أو تعليق الدفعات المالية للهلال: «ليس من حق شركة موبايلي أن تقوم بتعليق الدفعات المادية لنادي الهلال، وهو ما ينسحب على الأندية الأخرى التي وقعت عقوداً استراتيجية مع شركات منافسة بمجرد إعلان هيئة دوري المحترفين السعودي التوقيع مع شركة زين، وهو سند لا يعطيها الحق في أن تعلن قرارها في تعليق الدفعات لأن نادي الهلال كما أن تلك الأندية إلى الآن لم يلتزم بأي التزامات مع هيئة دوري المحترفين مع شركة زين، بحيث تؤثر على حقوق موبايلي، فلو أن الهلال لعب بالأمس مباراة وفي الأسبوع المقبل سيلعب مباراة وحمل شعار زين فنعم من حق موبايلي تعليق الدفعات لوجود المبرر الذي توقف الدفع أو حتى تلغي العقد، أما أن توقف الدفعات بناء على بيان إعلاني بالتوقيع مع شركة زين، وأنها ستضع شعار زين على ملابس اللاعبين، فهي ليست حالة واقعية لأن العقود تبدأ من حال التطبيق». كما استغرب المستشار القانوي خالد الطويل قيام هيئة دوري المحترفين بالتوقيع مع شركة زين، وتلزم أطرافاً أخرى ليس لها علاقة ومرتبطة بعقود مع شركات منافسة: «من حق هيئة دوري المحترفين أن توقّع مع شركة زين ولكن ليس من حقها أن تدخل أطرافاً أخرى متمثلة في الأندية التي ارتبطت بعقود مع شركات أخرى، فالعقد بين الهيئة وشركة زين، فالأندية التزمت بعقد الهيئة مع شركة زين مع أنها ليست لها علاقة بذلك». وتساءل الطويل عن سبب عدم الإعلان عن مدة أو مبلغ العقد بين هيئة دوري المحترفين وشركة زين: «نعم ندرك أن هناك أسراراً لكل عمل، ولكن لا أعتقد أن هناك سبباً لإخفاء مدة ومبلغ وشروط العقد المبرم بين هيئة دوري المحترفين وشركة زين، فنحن في الوسط الإعلامي لا نعرف من العقد سوى أن هيئة دوري المحترفين وقعت مع شركة زين فقط من دون معرفة تفاصيل العقد، ودائماً عدم وضوح الشيء مدعاة لعدم الثقة به، وفي ما يبدو فإن شركة زين عندما وقعت مع هيئة دوري المحترفين ستلزم الأندية بوضع شعار الشركة على ملابس اللاعبين ووضع اللوحات الدعائية في ملاعب الأندية وهذا ما ينافي اتفاق الهلال أو الأندية الأخرى مع «موبايلي» والشركات الأخرى التي وقعت على أساس الحصول على كامل الدعاية والدخل، ليتغير الأمر ويكون لشركة زين الحق في أخذ 30 في المئة وهنا مشكلة، فشركة موبايلي دخلت مع نادي الهلال في عقد ولم تتفق مع غيره، ولذا كان يفترض على الهيئة أن توقع أو تتفق مع أي ناد سيشارك في دوري المحترفين يتضمن ذلك الاتفاق شروط مشاركة النادي في دوري المحترفين، وبعد موافقة رئيس النادي يوقع على الاتفاق ويلتزم به، ولذا لو أن رئيس الهلال أو أي رئيس ناد آخر ومن الناحية القانونية رفض أن يضع اللاعبون شعار شركة زين وقال ليست لكم علاقة بملاعب النادي فلا تستطيع الهيئة أن تلزم النادي بوضع الشعار، لأن النادي لم يوقع مع الهيئة أي عقد، نعم الهيئة تتحدث عن عقود واستثمار، ولكن كان يجب أن توقع مع الأندية أولاً لأننا نتحدث عن مرحلة جديدة». وأكد الطويل أن أساس هيئة دوري المحترفين الأندية وهي المعنية بالأمر: «أساس دوري المحترفين هي الأندية، ولولا الأندية لما كان هناك دوري، ولذا أتساءل كم ستأخذ الأندية من عقد شركة زين أم سيكون كامل الدخل لزين ولن يبقى للأندية سوى الفتات؟ وكما حدث سابقاً عندما تحدثنا عن عقد ARTونصيب الأندية وهي تساوي بين ناد جماهيري كالاتحاد مثلاً ونادي الرائد، ولذا عندما تعامل الأندية الكبيرة والصغيرة على حد سواء من دون معايير فأنت هنا تمارس عملاً غير منظم». فيما أكد عضو شرف الهلال نائب الرئيس السابق عبدالرحمن النمر أن تطور الرياضة لدينا جاء بعد دخول الاستثمار في المجال الرياضي ومن خلال دخول شركات كبرى: «مما لا شك فيه أن دخول شركات لها باع طويل في الساحة الاقتصادية أسهم في تطور الرياضة في بلادنا من خلال رعايتها الاستراتيجية مع عدد كبير من الأندية، خصوصاً أنها أندية كبيرة لها جماهيريتها التي تعدت الملايين، وهذا ما أثرى في دوري المحترفين وزاد من حدة التنافس الكبير والشريف من خلال توافر الدعم المادي الذي كانت تعاني منه الأندية في السابق، بعد أن كانت تعتمد بدرجة كبيرة على دعم أعضاء الشرف والهبات ودخل المباريات والنقل التلفزيوني البسيط والمتواضع الذي لا يغطي حاجات الأندية، لذا لما دخلت تلك الشركات الاستثمارية في المجال الرياضي مثل شركات الاتصالات تغيّر الوضع تماماً وأسهمت في تطور الأندية».