بدأ حرفيو الأحساء الاستعداد لإطلاق جمعية تحمل اسم «جمعية الحرفيين في الأحساء»، تتولى القيام بالحفاظ على الحرف في المملكة من الاندثار، معربين عن أملهم أن يتم إقرارها، وتشكيل هيكلها الإداري والتنظيمي في أسرع وقت، مبينين أن التأخير في حفظ تراث الحرف يُلحق الضرر بمهنهم التي تواجه الانقراض، خاصة بعد تخلي الجيل الحالي عنها، متوقعين أن تعمل الجمعية على تهيئة الظروف المناسبة لممارسة حرفهم، وتحقيق الأمان الوظيفي لهم. ويأمل الحرفيون أن يكون مقر الجمعية إحدى القصور الأثرية، وأن تحظى بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وجمعية الثقافة والفنون، ويتم عقد شراكات بينها وبين الهيئة والجمعية والغرفة التجارية، وفي حال أُقرت هذه الخطوة يُتوقع أن يتغير حال الحرف اليدوية، وتتحول إلى مصدر اقتصادي يقوم بتوفير الوظائف لمئات من الشباب في مختلف مناطق المملكة، كما أنه سيصب في صالح التراث والثقافة على حدٍّ سواء، إلى جانب منع أي تلاعب في حقوق الحرفيين، كما أنه سيعمل على جدولة مشاركاتهم المحلية والخارجية. ويؤكد عبدالله الصالح (من المهتمين بالتراث الشعبي) على أن «الاهتمام بالحرفيين، سينعكس إيجاباً على حياتنا الحالية والمستقبلية»، مضيفاً «أنا أعرف حرفيين تحت خط الفقر، وآخرين لا يأخذون حقوقهم كاملة، وجميعهم من دون تأمين صحي، إنه أمر محزن، فغياب المرجعية لهؤلاء جعلهم الحلقة الأضعف التي يخترقها منظمو بعض المهرجانات والاحتفالات». وأضاف بأن «الجمعية» أصبحت حلماً يراود الحرفيين، إلى جانب أحلام أخرى من أبرزها تخصيص مكافأة لهم على حفظهم التراث، مبيناً «لو خصصت هيئة السياحة أو الخدمة الاجتماعية أو أي جهة أخرى، هذه المكافأة التي تجعل الحرفي يتفرغ لممارسة مهنته براحة تامة ويتمسك بها، ولا يكون حالها كالزراعة في منطقتنا، فبعد أن كانت الأولى على مستوى الزراعة والمزارعين، أصبحت تسير إلى مثواها الأخير، بعد تخلي المزارعين عنها بسبب ظروف كثيرة، منها عدم التشجيع وقلة المردود المالي». وأوضح بأن الكثير من المناسبات التي يشارك فيها الحرفيون تهضم حقوقهم، متمنياً أن تقتدي المهرجانات والمناسبات بالمهرجان الوطني والثقافة «الجنادرية» الذي يعمل على حفظ حقوق الحرفيينُ، ويشجع على اقتناء منتجاتهم. وأشار إلى «حسن التنظيم والرعاية التي يحظون بها من قبل «الجنادرية»، وهو المهرجان الذي يُعدُّ الأكبر على مستوى مشاركاتهم المحلية والخارجية». وقال صانع الفخار صالح الغراش «إننا كحرفيين نُشيد بالاهتمام الكبير الذي نحظى به من القائمين على مهرجان الجنادرية، ونشعر بأهمية هذه الحرف التي تبنيناها نظير ما نلقاه من تقدير معنوي ومادي». ويستقطب المهرجان وفي كل عام حرفيي المملكة، الذين جمعتهم مهنهم ليشكلوا أسرة كبيرة، تحوي أصحاب المهارة العالية في الحرف التراثية التي تعبر عن تاريخ المنطقة التي قَدِمت منها، وأصبح المهرجان عيداً سنوياً لهؤلاء، تنتهي أحلامهم بانتهائه في انتظار الدورة المقبلة.