سهرة سأدلق إبريق الصدفة في فردوس مسنون... وأنصب أقواسي حارسة حرم الملكين... سأضمخ رأس العصفور بشيء من جذع النخل... أهز الفرع... لتتمادى أحداق العين... سأُشيّد في صدر الأعوام أعياداً حبلى بالنار... وجيداً شبقياً بالطين... سأشيع أردافاً ثكلى... تقسمني لوعتها قسمين... سيشهق فستان الرغبات... يجرّد وحي الكتفين. رؤيا كأنك أنتِ... مزملة في رحيق السماء.. كأني بين أناملك الخضر كأس وماء... كأني بقايا غريق على شاطئ مترع... تشفعت بالطير في سدرة المشتهى... توسلتُ عينيك ألا أضل... توسلتُ قلبك ألا يُمِيت الرجاء. توجس أحببْ قليلاً... أو كثيراً... أو كأنك لم تحب... آمنة كل الجهات ... من خان ذائقة الغريب إذاً؟ من أسدل الظلمات عارية التشهي المستلِب؟ من سنن الطرقات لحفى ناظريك؟ من أحكم الشرفات بضجيج الخرافة من حقب؟ حدّق إلى ذات بعكس الاتجاه... عتّق ثمار الروح في حزن الخريف الملتهب... أخرج نساءك من مسائك وانتحب. ماء في الماء إهداء إلى أستاذي محمد العلي سأروي عن الحُسن أبذخ ما فيه... ألوي العنان على رسن الذاكرة... أستل من صخب الليل مدفأتي... وأسكن عاطفة... لا جحود... ولا شاكرة... سأتقن مفردة الماء... أعرّي خريف الملامح... أغرق في شاطئ القلب حتى أذيب صدى العابرين على ضفة عاثرة... أُزركش غيم الحنين بما يرتمي من نديف السماء على جذوة الخاصرة... أرخي ذراعيَ قضبان عشق لكي ما تضل الطريق... وتنقر أرصفتي قاطرة. وات لم يفتْني ولن يفوت أواني طالما كنت ساكنا في كياني نادِم الصمت يا مضيء الزوايا واثقب الجرح بانتشاء الأغاني نغّم الليل بالمداد المُحلى وابذر الكف في ندى الزعفرانِ خاصر الظل كلما يتهادى بين عينيك برعم الخيزران يذرع الصحو في خفوت المرايا ليقينا من جنة الكهان في مهب الجنون نثّرت قلبي فالتقطني يا ناسك الأجفان هدهد الفحش كي يصير بريئا واطو سري في رفرفات المثاني. * شاعر سعودي. - نصوص من ديوان جديد صدر حديثاً عن دار طوى بعنوان «أنامل خضر».