تستقبل استوديوات التصوير في القاهرة عدداً من المسلسلات التلفزيونية التي تتألف من 15 حلقة فقط. وتأتي هذه الأعمال التي بوشر تصوير بعضها، ويجرى التحضير لتصوير بعضها الآخر، في موازاة مسلسلات الثلاثين والأربعين حلقة التي فرضت على الدراما المصرية طوال الأعوام ال15 الماضية بسبب تحكم الإعلانات والقنوات الفضائية من ناحية، ولإصرار النجوم عليها من ناحية أخرى، في ظل تقاضيهم مبالغ كبيرة مقابل تجسيد بطولتها، على رغم ما يعتريها من مطّ في شخصياتها وأحداثها التي غالباً ما تصيب الجمهور بالملل والضيق، خصوصاً أن المؤلفين يفصّلون الأحداث على مقاس النجوم والنجمات، وهو ما يستتبعه وجود خط درامي وحيد يدور في فلكه بطل الشخصية، وتهميش بقية الخطوط أو زرعها لخدمة البطل لا أكثر. ويأتي في مقدم مسلسلات ال15 حلقة التي بوشر تصويرها، مسلسل «بنات في بنات» من بطولة رانيا فريد شوقي وعدد من الوجوه الشابة، ومنهم أحمد عزمي وأحمد سعيد عبدالغني ومحمد الشقنقيري ومحمد عبدالحافظ وتأليف محمود الطوخي وإخراج أمل أسعد، وهو عبارة عن حلقات منفصلة متصلة تقدم فيه رانيا 15 شخصية، من بينها الطبيبة والطالبة الجامعية والعاملة والمذيعة والمحققة القانونية والمدرّسة وغيرها. ويواصل عماد فؤاد تصوير مسلسل «البيت» لحنان مطاوع وطارق لطفي وإيهاب فهمي وأميرة العايدي وحجاج عبدالعظيم، وتدور أحداثه في 15 حلقة حول العلاقة الطيبة التي تربط بين المسلمين والمسيحيين في حي شعبي. ويحضر المخرج خالد بهجت لإخراج مسلسلين الأول «مين أنا؟» لنرمين الفقي وكمال أبورية وسامي العدل ونهلة سلامة وإيناس مكي، والثاني «إكرام الميت» لبوسي وكمال أبورية، ويقع كل منهما في 15 حلقة. كما يستعد المخرج عبدالحكيم التونسي لتصوير مسلسل «ميت أبوالليل» من تأليف أحمد حسنين، وتدور أحداثه في 15 حلقة حول جريمة قتل وتكاتف أهل القرية لكشف هذه الجريمة وأبعادها. وهو ما يتكرر مع المؤلف محمد عزيز والمخرج محمد عوض اللذين يتعاونان في مسلسل من 15 حلقة أيضاً، مع العلم أن عزيز كان قدم عدداً من المسلسلات الناجحة التي تتألف من 15 حلقة، ومنها «قبل الضياع» لصلاح ذو الفقار وهدى سلطان، و «طيور الزمن الجريح» لسناء جميل وخالد زكي، و «الغربان» لهدى سلطان وأشرف عبدالغفور وليلى حمادة، و «ميدان شرق» لهدى سلطان وخالد زكي. وعن دراما ال15 حلقة أوضح المدير العام لاستوديوات التلفزيون المصري عبدالمولى سعيد ل «الحياة» أنه تمت الموافقة أخيراً على تقديم عدد من مسلسلات ال15 حلقة لمصلحة قطاع الإنتاج، خصوصاً بعدما عاد «استوديو 10» الذي يعد من أكبر الاستوديوات المجهزة فنياً للإنتاج الدرامي، بعدما كان مخصصاً في السنوات الماضية لتقديم برامج تلفزيونية لمصلحة قطاع الأخبار. خفض النفقات وأشار إلى أن «هذه المسلسلات توفر كثيراً في النفقات، وتساهم في إيجاد جيل جديد من الممثلين والمؤلفين والمخرجين ممن لديهم القدرة على تقديم دراما هادفة بدلاً من مسلسلات التفصيل للنجوم والتي تزيد حلقاتها عن 30 حلقة، وهي عبارة عن تجارة راجت في السنوات الماضية بين المنتجين وجهات التسويق والتوزيع، ولم تعد إبداعاً حقيقياً». أما إلهام شاهين التي قدمت في رمضان قبل الماضي مسلسلي «امرأة في ورطة» و «وما زلت آنسة» في 15 حلقة لكل منهما، فتؤكد أنها لم تتراجع عن هذه النوعية من المسلسلات بتقديمها مسلسل «قضية معالي الوزيرة» الذي تصوره حالياً، ويتألف من 30 حلقة، وقالت إنها كانت تعاقدت عليه قبل فترة. وأضافت: «قدمت عدداً كبيراً من المسلسلات التي تراوحت بين 15 و20 حلقة، ومنها «أخو البنات» و «وقال البحر» و «حتى لا يختنق الحب» و «البراري والحامول» و «نصف ربيع الآخر» و «الحاوي» وغيرها... وأنا سعيدة بها أكثر من غيرها لأن مسلسل ال15 حلقة لا مطّ فيه، إضافة إلى أنه يكون أكثر إمتاعاً للجمهور، وأي فكرة تعرض عليَّ حالياً أطلب من كاتب السيناريو والحوار أن يقدمها في 15 حلقة فقط». وتقول رانيا فريد شوقي: «الدراما الجيدة لا تقاس بعدد الحلقات وإنما بالفكرة وجودة الموضوع والمضمون، وأنا على استعداد للمشاركة في هذه المسلسلات التي تخلو من المطّ والتطويل، خصوصاً أن روائع المسلسلات التلفزيونية كانت عبارة عن سباعيات أو مسلسلات لا تزيد حلقاتها على 14 أو 15 حلقة». وأكد المؤلف والناقد سمير الجمل إن العبرة في تقديم العمل في 30 أو 15 حلقة هي الموضوع وما إذا كان يحتمل حلقات كثيرة أم قليلة، وتكون وراء كل هذا موهبة المؤلف وقدرته على كتابة حلقات مشدودة وغير محشوة بأحداث لا قيمة لها. يذكر أن ليلى علوي كانت قدمت في رمضان قبل الماضي والذي سبقه مسلسل «حكايات بنعيشها» وكان عبارة عن أربعة مسلسلات وقع كل واحد منها في 15 حلقة وحملت عناوين «هالة والمستخبي» و «مجنون ليلى» و «كابتن عفت» و «فتاة الليل»، وهي تنوي تكرار التجربة.